الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أعرب جمهورها عن رفض قاطع واستغراب شديد للتقارير المضللة التي نشرها موقع إخباري مقيم في لندن، حيث اتهم الجهود الإنسانية والإغاثية التي بذلتها الأردن منذ نهاية عام 2023 لمساعدة السكان في قطاع غزة. يؤكد المكتب الإعلامي لهذه الهيئة أن تلك التقارير مليئة بالأكاذيب والافتراءات، التي تهدف إلى تشويه الصورة الإيجابية للمبادرات الأردنية، وتتجاهل الشفافية والدقة في العمل الإغاثي.
الخيرية الأردنية تهاجم الاتهامات المضللة للجهود الإغاثية
في تفاصيل ما حدث، ذكر المكتب الإعلامي أن الموقع الإخباري، الذي ينشر محتواه باللغة الإنجليزية، قد تواصل مع الهيئة في نهاية يوم الخميس، مطالبًا بإجابات سريعة على أسئلة وُصفت بأنها متحيزة واتهامية، استندت إلى ادعاءات غير مثبتة. كان الموقع يتطلب الرد خلال ثلاث ساعات فقط، مما يشير إلى نية مسبقة لنشر المادة دون الانتظار للحصول على إجابات دقيقة، بهدف الإساءة إلى دور الأردن الإنساني. هذا النهج يعكس نقصًا في الحياد والمهنية، حيث أن أسئلة كهذه تتطلب وقتًا كافيًا للتحضير لضمان الشفافية، خاصة أنها تتناول عملًا إغاثيًا متعدد الجوانب لا يمكن اختزاله أو تضليله.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المكتب أن جميع التبرعات التي وصلت إلى الهيئة تم نقلها كاملة دون أي خصم أو تكلفة، مما يؤكد التزام الأردن بالنزاهة. أما بالنسبة للتكاليف المالية، فقد تحملت المملكة الأردنية مسؤولية القوافل البرية والإنزالات الجوية والجسر الجوي، بالإضافة إلى الطائرات المرسلة عبر العريش، قبل أن تشارك دول ومنظمات أخرى في هذه الجهود. في سياق الإنزالات الجوية، بلغ عدد الإنزالات الأردنية الخالصة 125 إنزالًا، حيث تحملت الأردن كافة التكاليف المرتبطة بها، بينما ساهمت دول أخرى في 266 إنزالًا إضافيًا. وتُقدر تكلفة كل عملية إنزال حر بنحو 210 آلاف دولار، في حين تصل تكلفة الإنزال الموجه بتقنية الـGPS إلى 450 ألف دولار. هذه التفاصيل موثقة لدى الدول والمنظمات الدولية المشاركة، وتشكل دليلاً واضحًا على أن الهجمات الإعلامية تدعي الأردن يتربح من هذه العمليات، وهو ادعاء باطل ومخجل.
أما بالنسبة للجسر الجوي، فقد بلغ عدد الطائرات التي نقلت المواد الإغاثية 102 طائرة تم الإشراف عليها من قبل الأردن، بالإضافة إلى 11 طائرة إيطالية، مع وصول الوزن الإجمالي للمساعدات إلى نحو 122 طنًا، وكانت تكاليفها أقل من تلك المتعلقة بالإنزالات. في جانب القوافل البرية، تولى الأردن كامل التكاليف خلال الشهور الأولى من الصراع، ثم شاركت دول ومنظمات دولية، حيث بلغت تكلفة كل شاحنة 2200 دولار، تشمل بدلات التحكم والتشغيل والصيانة والوقود. بشكل عام، تتجاوز التكاليف المباشرة للجهود الأردنية عشرات الملايين من الدولارات، فيما تصل التكاليف غير المباشرة إلى مئات الملايين، مما يبرز تضحيات الأردن في هذا السياق.
علاوة على ذلك، تشمل الجهود الأردنية تشغيل مستشفيين في غزة، إلى جانب عيادة للأطراف الصناعية ومخبز متنقل، فضلًا عن مستشفى في نابلس ومحطتين طبيتين في رام الله وجنين. في هذا الصدد، شدد المكتب الإعلامي على عزم الهيئة ملاحقة الموقع القانونيًا بسبب نشر هذه الشائعات المضللة، مع ملاحقة أي شخص أو جهة تروج لها. رغم محاولات التشويه هذه، تبقى الحقائق واضحة حول الموقف التاريخي والإنساني للأردن، الذي يفتخر به كل أردني وعربي. من الأفضل لأي موقع إعلامي حريص على قضية غزة التركيز على تعزيز مثل هذه الجهود بدلاً من محاولات بائسة للإساءة والتضليل.
استنكار الهيئة الأردنية للحملات التشويهية
في الختام، تؤكد الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أن هذه التقارير الفارغة لن تغطي على الدور النبيل الذي لعبته المملكة في دعم الأهل في غزة، حيث تجسد هذه الجهود الروح الإنسانية الصادقة. من الضروري التصدي لأي محاولات تزييف الحقائق، لأنها لا تعكس سوى أجندات مشبوهة، بينما يستمر الأردن في تقديم الدعم دون تردد أو انتظار، مما يعزز من صورة التعاون الدولي الحقيقي.
تعليقات