وزير الصناعة يعمل على تعزيز التبادل التجاري غير النفطي مع الدنمارك

لقاء وزير الصناعة والثروة المعدنية مع نظيره الدنماركي

في قلب العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، عقد لقاء هام جمع بين بندر بن إبراهيم الخريف، الذي يشغل منصب وزير الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية، وستيفاني لوس، وزيرة الشؤون الاقتصادية في مملكة الدنمارك. كان هذا الاجتماع فرصة ذهبية لتعزيز التعاون الثنائي، حيث ركز الطرفان على تطوير العلاقات الاقتصادية في قطاعي الصناعة والتعدين، وهما من أبرز الركائز الاستراتيجية لكلا البلدين. خلال الحوار، تم التأكيد على أهمية بناء شراكات قوية تساهم في تنويع الاقتصادات وتعزيز الاستدامة.

أبرز اللقاء جهودًا مشتركة لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي، مع التركيز على دعم التبادل التجاري غير النفطي، الذي يمثل قاطرة للنمو بين المملكتين. استعرض الوزيران فرص النمو الاستثماري، خاصة بالنسبة للشركات الدنماركية التي تهدف إلى تعزيز تواجدها في السعودية. كما تم استكشاف آفاق جديدة في مجال الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، والتي تُعد خطوة أساسية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. هذه القطاعات ليست فقط مصدرًا للابتكار الفني، بل تفتح أبوابًا للاستثمارات المشتركة تعزز من الاقتصادات المتنوعة.

توسيع فرص التعاون الاقتصادي المشترك

في هذا السياق، اتفق الطرفان على أهمية تبادل الخبرات والتقنيات المتقدمة، مما يسمح بتطوير الاستثمارات المشتركة في القطاعات الصناعية الاستراتيجية. على سبيل المثال، يمكن للدنمارك، بخبرتها في التكنولوجيا الخضراء، أن تساهم في تعزيز برامج التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، مثل مشاريع الطاقة النظيفة والصناعات المتخصصة. هذا الاتفاق يعكس رغبة مشتركة في بناء اقتصادات أكثر استدامة وابتكارًا، حيث يمكن أن تؤدي هذه الشراكات إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار التكنولوجي.

من جانب آخر، أشار اللقاء إلى التقدم الملحوظ في العلاقات التجارية بين البلدين، حيث شهد حجم التبادل التجاري غير النفطي نموًا سريعًا، إذ بلغ 43 مليار ريال في عام 2024، مقارنة بـ 39 مليار ريال في العام السابق. هذا الارتفاع يعكس الجهود المتبادلة لتعميق الروابط التجارية، ويفتح الباب أمام فرص أكبر في مجالات مثل التصنيع المتقدم والتكنولوجيا البيئية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى تعزيز الابتكار في صناعات الطاقة المتجددة، مما يساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالميًا.

يبرز هذا اللقاء كخطوة أساسية نحو تعزيز الشراكات الدولية، حيث يساهم في تعزيز الاقتصاد العالمي من خلال التعاون بين دول متنوعة. في الختام، يمثل هذا الاتفاق نموذجًا لكيفية يمكن للدول أن تعمل معًا لمواجهة تحديات العصر الحديث، مثل التحول الرقمي والاستدامة البيئية، مما يضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة. مع استمرار هذه الجهود، من المتوقع أن يشهد التعاون بين المملكة العربية السعودية والدنمارك تطورًا إيجابيًا في مختلف المجالات الاقتصادية.