مارك زوكربيرج يفضل الرئيس التنفيذي لجوجل على نظيره في آبل
في حدث “سترايب سيشنز 2025” الذي جمع بين قادة التكنولوجيا، أثار مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، جدلاً واسعاً بتعليقاته الجريئة حول رؤساء الشركات المنافسة. خلال نقاش مع جون كوليسون، الرئيس التنفيذي لشركة Stripe، حول قواعد متاجر التطبيقات، أظهر زوكربيرج تفضيلاً واضحاً لسوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لجوجل، مقارنة بتيم كوك من آبل. كان ذلك في سياق السخرية من الصعوبات القانونية التي واجهت آبل مؤخراً، خاصة بعد حكم صادر عن محكمة أمريكية في قضية Epic Games، الذي يتطلب من آبل تخفيف القيود على متجر التطبيقات الخاص بها. قال زوكربيرج بنبرة ساخرة: “تيم مر بأسبوع سيء”، مما يعكس التوترات المتزايدة بين ميتا وآبل.
زوكربيرج يؤكد تفضيله لقيادة جوجل
يعكس هذا التصريح سلسلة من الخلافات الطويلة بين ميتا وآبل، التي تركز على قضايا مثل خصوصية البيانات ونظم الدفع داخل التطبيقات. زوكربيرج، الذي يعتمد نموذج أعماله على جمع البيانات لتحسين الإعلانات عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام، يرى في سياسات آبل تهديداً مباشراً. على سبيل المثال، أدت ميزة الشفافية لتتبع التطبيقات (ATT) التي أطلقتها آبل في 2021 إلى خسائر كبيرة لميتا، حيث قدرت الشركة التراجع في فعالية الإعلانات المستهدفة بمليارات الدولارات. وفقاً لزوكربيرج، فإن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية خصوصية المستخدمين، لكنها في الواقع تعيق الابتكار وتفضل مصالح آبل على حساب المنافسين.
بالإضافة إلى ذلك، يعود التوتر إلى عام 2015، عندما انتقد تيم كوك الشركات التي تعتمد على استغلال بيانات المستخدمين، في إشارة ضمنية لميتا، مما أثار غضب زوكربيرج. وفي عام 2021، ازدادت التوترات مع تنفيذ ATT، حيث اتهم زوكربيرج آبل بأنها لم تعد شركة مبتكرة، بل تعتمد على إرث ستيف جوبز. في لقاء مع جو روجان، وصف زوكربيرج آبل بأنها “تعيش على ماضيها”، قائلاً إنها لم تخترع شيئاً كبيراً منذ إطلاق الآيفون، وأنها الآن “تستنزف الجميع” من خلال سياساتها الصارمة. هذه التصريحات ليست محض آراء شخصية، بل تعكس صراعاً أكبر في صناعة التكنولوجيا حول السيطرة على الأسواق الرقمية والخصوصية.
مؤسس ميتا يبرز التقارب مع جوجل
من جانب آخر، يُظهر زوكربيرج تقارباً متزايداً مع جوجل، خاصة مع سوندار بيتشاي، الذي يرى فيه قائداً أكثر توازناً في التعامل مع قضايا الخصوصية والابتكار. قال زوكربيرج: “لن أهاجم أكثر، لكني أحب سوندار”، مشيراً إلى احترامه لنهج جوجل في توازن بين جمع البيانات والحفاظ على خصوصية المستخدمين. هذا التقارب يأتي في وقت تشهد فيه الصناعة تحولات كبيرة، مثل تنظيمات جديدة لحماية البيانات ومكافحة الهيمنة، حيث يبدو أن ميتا وجوجل يتشاركان رؤية مشابهة في دعم المنافسة العادلة.
بالعودة إلى الصراع مع آبل، يركز زوكربيرج على سياسات متجر التطبيقات، حيث تفرض آبل رسوماً مرتفعة على المعاملات وتلزم المطورين باستخدام نظام دفعها الخاص. هذا النهج، وفقاً لزوكربيرج، يعيق نمو الشركات الصغيرة ويعزز الهيمنة، في حين أن جوجل تتبنى سياسات أكثر مرونة. على مر السنوات، تحول الخلاف من مجرد منافسة تجارية إلى نقاش أوسع حول أخلاقيات التكنولوجيا، حيث يرى زوكربيرج أن آبل تستغل قوتها لفرض قواعد تفيد مصالحها فقط. في الختام، تبرز هذه التصريحات كيف أن المنافسة بين العمالقة التكنولوجية ليس مجرد نزاع تجاري، بل تعبر عن رؤى متعارضة لمستقبل الإنترنت، مع التركيز على الابتكار والحماية الفعالة للمستخدمين.
تعليقات