مشتريات محلية تعزز صعود مؤشرات البورصة في منتصف جلسة الأربعاء

ساهمت مشتريات المتعاملين المحليين في دفع مؤشرات البورصة المصرية صعودًا ملحوظًا خلال منتصف جلسة التداول اليوم الأربعاء، رغم توجه العرب والأجانب نحو عمليات البيع. شهدت البورصة تداولات حية بلغ حجمها 2 مليار جنيه خلال ساعتين فقط، مما يعكس الحماس الداخلي للسوق. هذا الارتفاع يأتي في ظل بيئة استثمارية ديناميكية، حيث أظهرت الأرقام ارتفاعًا في معظم المؤشرات الرئيسية، مدعومًا بالثقة المحلية في الاقتصاد.

صعود مؤشرات البورصة المصرية بقيادة الشراء المحلي

شهدت مؤشرات البورصة المصرية تقدمًا إيجابيًا في منتصف جلسة الأربعاء، مدعومة بعمليات الشراء من المتعاملين المصريين، بينما مال الاستثمار العربي والأجنبي نحو عمليات البيع. ارتفع مؤشر “إيجي إكس 30” بنسبة 0.39% ليصل إلى 32412 نقطة، في حين صعد مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 0.44% ليصل إلى 40385 نقطة. كما قفز مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي” بنسبة 0.39% ليصل إلى 14518 نقطة. في السياق نفسه، أبرزت المؤشرات الأخرى نموًا قويًا، حيث ارتفع مؤشر “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان” بنسبة 0.84% إلى 9645 نقطة، وصعد مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان” بنسبة 0.66% إلى 13072 نقطة. كذلك، سجل مؤشر الشريعة الإسلامية ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 3348 نقطة، بينما زاد مؤشر “تميز” بنسبة 1.79% ليصل إلى 12166 نقطة. أعلنت إدارة البورصة عن إيقاف التداول على خمسة أسهم مؤقتًا لتجاوزها حدود الـ5%، وتشمل هذه الاتحاد الصيدلي للخدمات الطبية، وانترناشيونال بزنيس كوربوريشن، والمجموعة المتكاملة للأعمال الهندسية، والقاهرة للإسكان، والعامة لاستصلاح الأراضي.

كما نفذت البورصة صفقة كبيرة عبر آلية “BLOCK TRADING” على أسهم شركة بريميم هيلثكير جروب، بقيمة 21 مليون جنيه لعدد 150 مليون سهم. في الجلسة السابقة، تم تسوية إصدار جديد من الوثائق المالية، حيث أصبح إجمالي الوثائق القائمة 1.975 مليون وثيقة بعد إضافة 10 آلاف وثيقة. تباينت تعاملات المساهمين الرئيسيين والمجموعات المرتبطة، إذ شهدت شراء من داخليين في شركات مثل أطلس للاستثمار، ولوتس للتنمية الزراعية، وجهينة للصناعات الغذائية، بينما شهدت بيعًا في شركات أخرى مثل سبأ الدولية للأدوية ومينا للاستثمار السياحي. على سبيل المثال، باعت مجموعة مرتبطة بشركة بريميم هيلثكير جروب 6.5 مليون سهم، وأعلنت الشركة المصرية للمنتجعات السياحية عن بيع 26.6 مليون سهم بسعر 9.06 جنيه، مما أدى إلى انخفاض حصة المساهم من 7.65% إلى 5.113%.

في الجانب التشغيلي، أعلنت عدة شركات نتائجها المالية للفترات الأخيرة. في قطاع خدمات النقل والشحن، حققت شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية إيرادات بلغت 28.3 مليار جنيه خلال الفترة من يوليو 2024 إلى مارس 2025، بزيادة 24% مقارنة بالعام السابق، مع صافي ربح بعد الضريبة بلغ 1.104 مليار جنيه بنمو 5%. أما في قطاع البنوك، فقد حقق البنك المصري الخليجي إيرادات فوائد بقيمة 6.4 مليار جنيه، بنمو 65%، وصافي ربح بعد الضريبة بلغ 758.7 مليون جنيه بنسبة 27%. في قطاع الخدمات والصناعات، انخفضت مبيعات الشركة العربية للصناعات الهندسية بنسبة 15% لتصل إلى 57.1 مليون جنيه، مع انخفاض كبير في صافي الربح بنسبة 75% إلى 4.8 مليون جنيه. كما أعلنت شركة مصر الوطنية للصلب عن موافقة مجلس الإدارة على سداد قرض حسن بقيمة 1.99 مليون دولار من المساهم الرئيسي.

ارتفاع الأسواق المالية المصرية في ظل الديناميكيات الاستثمارية

يعد هذا الارتفاع في الأسواق المالية المصرية انعكاسًا للقوة الاقتصادية المحلية، حيث أبرزت الجلسة الأخيرة تنويعًا في الاستثمارات عبر القطاعات. على سبيل المثال، ساهمت عمليات البيع والشراء في تعزيز السيولة، مما يدعم نمو السوق على المدى الطويل. في قطاع السياحة والعقارات، شهدت شركات مثل مينا للاستثمار زيادة في التعاملات، بينما في القطاع الصناعي، أظهرت النتائج المالية استمرارية في النمو رغم بعض التحديات. هذه التغييرات تعكس القدرة على التكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة، حيث يبقى التركيز على الاستثمارات المحلية محركًا رئيسيًا للارتفاع. مع ذلك، يتطلب الأمر مراقبة مستمرة للعوامل الخارجية التي قد تؤثر على الاستقرار، مما يجعل البورصة المصرية نموذجًا للنمو الديناميكي في المنطقة. بشكل عام، يُعتبر هذا الارتفاع دليلاً على الثقة المتزايدة في الاقتصاد المحلي، مما يعزز فرص الاستثمار المستقبلي.