لليوم الثالث على التوالي، شنت أوكرانيا هجومًا بطائرات مسيرة على موسكو، مما أدى إلى إغلاق معظم مطارات العاصمة الروسية. وصلت هذه الهجمات في وقت يشهد فيه الاحتفال بذكرى النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، مع توقع وصول الرئيس الصيني شي جين بينغ للمشاركة في الفعاليات.
هجمات طائرات المسيرة على موسكو
أكد رئيس بلدية موسكو سيرفي سوبيانين أن قوات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من تدمير ما لا يقل عن 14 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الفترة من مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء. نتيجة لذلك، بقيت مطارات رئيسية في العاصمة مغلقة لساعات طويلة خلال الليل، مما أثر على حركة السفر والحياة اليومية. من جهة أخرى، أشار الكرملين إلى أن 29 زعيمًا عالميًا، بما في ذلك الرئيس الصيني، سيحضرون الاحتفالات المقبلة بذكرى النصر، حيث تشارك وحدات عسكرية من 13 دولة، مثل الصين، في العرض العسكري.
في سياق التصعيد، شهد الليل تبادلًا للهجمات الجوية بين روسيا وأوكرانيا. أفادت الإدارة العسكرية الأوكرانية بأن حطام الطائرات المسيرة التي تم تدميرها أدى إلى اندلاع حرائق في أحياء متعددة في كييف، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل. وفقًا لوكالة الحماية المدنية وعمدة المدينة فيتالي كليتشكو، سقطت أجزاء من هذه الطائرات على مبنى سكني مكون من خمسة طوابق، مما أجبر رجال الإطفاء على التعامل مع الحرائق في عدة شقق سكنية. واصلت صفارات الإنذار دويها في العاصمة الأوكرانية، حيث دعا عمدة المدينة السكان إلى البحث عن ملاجئ آمنة للاحتماء.
الغارات الجوية المتبادلة
بالتوازي مع هذه التطورات، شنت روسيا هجمات مضادة بصواريخ وطائرات مسيرة على كييف، مما أشعل حرائق في مناطق سكنية وأدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات. من جانب روسيا، رأى وزير الخارجية سيرغي لافروف أن أي وقف لإطلاق النار على خط التماس لن يكفي لتحقيق تسوية دائمة للصراع. في مقالته المنشورة، أكد لافروف أن الحل الشامل يتطلب القضاء على الأسباب الجذرية للتوتر، خاصة تلك المتعلقة بتوسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقًا وضم أوكرانيا إلى الحلف، حيث يرى ذلك تهديدًا مباشرًا لأمن روسيا. هذه التصريحات تأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر العسكري، مع استمرار تبادل الضربات الجوية التي تهدد الاستقرار الإقليمي.
بالعودة إلى الجوانب السياسية، فإن حضور الزعماء العالميين في موسكو يعكس التعقيدات الدبلوماسية في الصراع، حيث يحاول الروس التركيز على الاحتفالات التاريخية رغم الضغوط الأمنية. في كييف، تظل الآثار الإنسانية واضحة، مع تقارير عن دمار للمنازل والمباني، مما يجبر السكان على مواجهة مخاطر يومية. يستمر الصراع في إبراز التحديات الإستراتيجية لكلا الطرفين، حيث يسعى كل منهما إلى فرض مواقفه من خلال العمليات العسكرية. في هذا السياق، يبدو أن أي مسعى للسلام يحتاج إلى معالجة العوامل الجيوسياسية الأعمق، مثل التوسع العسكري وتوازن القوى في أوروبا الشرقية. بشكل عام، تؤكد هذه التطورات على حاجة العالم إلى حوار دولي حقيقي لتجنب تفاقم النزاعات.
تعليقات