تراجع كبير في أرباح صافولا السعودية.. انخفاض 46% بسبب انقطاع حصتها من أرباح المراعي

شهدت مجموعة صافولا تراجعًا في صافي أرباحها خلال الربع الأول من العام الجاري، مما يعكس تأثيرات متعددة على أدائها المالي. هذا التراجع بلغ نحو 46% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث انخفضت الأرباح إلى 189.1 مليون ريال، وذلك بسبب عدة عوامل رئيسية مثل انقطاع حصة الاستثمار السابق في شركة المراعي، التي كانت تساهم بـ236.7 مليون ريال في الربح. مع ذلك، تم تعويض جزء من هذا الانخفاض من خلال خفض تكاليف التمويل بنسبة 89.6 مليون ريال، بعد سداد الديون المتراكمة في عام 2024. هذه التغييرات تشير إلى تحول في استراتيجية الشركة نحو تحسين الهيكل المالي وتعزيز الاستدامة.

تراجع صافي أرباح صافولا في الربع الأول

في سياق تفاصيل هذا التراجع، أوضحت صافولا في بيانها على “تداول” أن السبب الرئيسي يعود إلى توقف حصتها من أرباح الاستثمارات السابقة، مع التركيز على إعادة هيكلة العمليات لتعزيز الربحية طويلة الأمد. بعد إجراء تعديلات حسابية لاستبعاد تأثير العمليات المتوقفة وأرباح الاستثمار في المراعي، بالإضافة إلى خفض تكاليف التمويل المتعلقة بالديون المسددة، شهدت الشركة ارتفاعًا في صافي الربح بقيمة 18.8 مليون ريال. هذا الارتفاع جاء مدعومًا بزيادة دخل قطاع التجزئة بنحو 39 مليون ريال، نتيجة لبرنامج تحسين تجربة العملاء الذي أدى إلى تحويل الخسارة السابقة بقيمة 1.6 مليون ريال إلى ربح قدره 10.4 مليون ريال في الربع الأول من العام الجاري. كما ساهمت عوامل أخرى مثل تراجع مصروفات الزكاة وضريبة الدخل في تعزيز هذا التحسن، رغم التحديات في قطاعات أخرى.

انخفاض ربحية مجموعة صافولا

رغم هذه التطورات الإيجابية، يظل انخفاض الربحية في بعض القطاعات مصدر قلق، حيث تراجع صافي ربح قطاع تصنيع الأغذية إلى 154 مليون ريال، بسبب عودة هامش الربح إلى مستوياته الطبيعية في سوق زيوت الطعام السعودي، وذلك بعد عدم تسجيل خسائر صرف عملات أجنبية. كما أثر انخفاض أداء قطاع الخدمات الغذائية لشركة “هرفي”، الذي تحول من ربح قدره 400 ألف ريال في الربع الأول من 2024 إلى خسارة بلغت 18.6 مليون ريال في الربع الأول من 2025، بسبب ارتفاع المصاريف التشغيلية. من ناحية أخرى، تعتبر صافولا إحدى الشركات الرائدة في السعودية، حيث تأسست عام 1979 برأسمال أولي بلغ 40 مليون ريال، ووصلت قيمتها السوقية اليوم إلى 9.28 مليار ريال. الشركة تعمل في قطاعي الأغذية والتجزئة، وتمتلك أكبر شبكة من المتاجر مثل “بنده” التي تضم 205 مركز تجاري، مع 201 في السعودية و4 في مصر، بالإضافة إلى استثمارات في شركات مثل المراعي بحصة 34.52%، وهرفي للأغذية بنسبة 49%.

على الرغم من هذه التحديات، سجلت المجموعة إيرادات قياسية في الربع الأول بلغت 7.6 مليار ريال، بارتفاع نسبته 6.3% على أساس سنوي، مدعومة بزيادة مبيعات قطاع التجزئة بنسبة 4% نتيجة للتوسع الجغرافي وبرنامج تحسين تجربة العملاء. كما ارتفعت مبيعات قطاع الأغذية بفضل زيادة حجم مبيعات زيوت الطعام، على الرغم من انخفاض أسعار السلع الأساسية. هذا التطور جاء بعد توحيد حسابات الشركة المصرية للسكر ضمن القوائم المالية، مع استبعاد العمليات المتوقفة في إيران والسودان وفق المعايير الدولية. يعكس هذا النهج الاستراتيجي لصافولا التزامها بتعزيز كفاءتها ومواجهة التحديات لضمان نمو مستدام في سوق الغذاء والتجزئة في المنطقة، مما يجعلها نموذجًا للابتكار في مواجهة التقلبات الاقتصادية.