سيُصل وفد تقني سعودي إلى بيروت الأسبوع المقبل لمراقبة الإجراءات المتعلقة برفع الحظر عن السفر، ضمن جهود شاملة لتعزيز العلاقات الخليجية مع لبنان على المستويات الديبلوماسية والسياحية والاقتصادية. هذه الزيارة تأتي في سياق الإصلاحات المتنامية التي تهدف إلى إعادة دمج لبنان في المنظومة العربية، مع تركيز على تحسين الإجراءات الأمنية والإدارية لضمان عودة السياح الخليجيين بأمان. كما تشهد بيروت حركة إيجابية مع عودة الرحلات الإماراتية، مما يعكس التفاؤل المتزايد في العلاقات الإقليمية.
وفد تقني سعودي يدعم الانفتاح على لبنان
من المتوقع أن يقوم الوفد التقني السعودي بتقييم الخطوات الميدانية في بيروت، بما في ذلك تحسينات على مطار رفيق الحريري الدولي وتعزيز الإجراءات الأمنية، قبل تقديم تقرير يوصي برفع الحظر عن السفر للمواطنين السعوديين. هذا الجهد يتزامن مع قرار الإمارات العربية المتحدة رفع الحظر عن السفر إلى لبنان، حيث وصلت طائرات إماراتية أولى اليوم، ممهدة الطريق لموسم سياحي نشيط. كما عقد لقاءات بين رئيس الحكومة اللبناني وعدد من السفراء الخليجيين، لمناقشة تعزيز التعاون السياحي والاقتصادي، مع التأكيد على توفير الأمان للزوار من خلال عمليات أمنية مكثفة وتسهيلات إدارية. في هذا السياق، أبرزت المصادر الرسمية أن لبنان يعمل على إنشاء غرفة عمليات مشتركة لمعالجة أي شكاوى تتعلق بالسياحة، مع خطوط ساخنة ودوريات أمنية على طول الطرق الرئيسية.
زيارة فنية سعودية لتعزيز التعاون الإقليمي
في الجانب الاقتصادي، يُعتبر هذا الانفتاح فرصة لإحياء الروابط العربية مع لبنان، حيث يُركز على رفع كفاءة القطاعات المصرفية والاستثمارية لجذب المستثمرين. أكدت المصادر السياسية أن الجهود الحالية تتجاوز السياحة لتشمل تعزيز الاستقرار الأمني، مع الالتزام بقرارات دولية مثل القرار 1701 لضمان بيئة آمنة تجذب الاستثمارات العربية. وفي موازاة ذلك، تظهر نتائج إيجابية من الزيارة اللبنانية إلى العراق، حيث أعرب الرئيس العراقي عن دعم مستمر للبنان من خلال إمدادات الطاقة والقمح، بالإضافة إلى فرص محتملة لإعادة تشغيل خطوط النفط عبر سوريا. هذه الخطوات تشكل جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة تأهيل الاقتصاد اللبناني، مع التركيز على تحقيق توازن سياسي واقتصادي يدعم الاستقرار الإقليمي. ومع زيادة التواصل الديبلوماسي، يبدو أن لبنان يقترب من مرحلة جديدة من التعاون العربي، حيث يُؤكد الجانب اللبناني على أهمية استمرار هذا الزخم لتحويل الموسم السياحي إلى محفز اقتصادي حقيقي. بالرغم من التحديات الأمنية المحتملة، فإن الجهود الديبلوماسية المتعددة توحي بأن الاستقرار يمكن أن يتحقق من خلال التعاون المشترك، مما يفتح آفاقًا جديدة للتبادل الاقتصادي والسياحي في المنطقة. وفي هذا الإطار، يُشار إلى أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على قدرة لبنان على الحفاظ على المعادلة الأمنية وضمان دعم عربي مستمر، مما يعزز من دور البلاد كمركز إقليمي للاستثمار والسياحة.
تعليقات