الرجال أكثر عرضة لثلاثة أمراض خطيرة

أظهرت دراسة عالمية شاملة أن الرجال يواجهون مخاطر أعلى في الإصابة بأمراض خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، وفيروس نقص المناعة البشرية. هذه النتائج تبرز كيفية تأثير العوامل الجسدية والسلوكية على صحة الذكور، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية إذا لم تتم معالجتها مبكراً. على الرغم من أن النساء قد يواجهن مخاطر أخرى متعلقة بصحتهن الإنجابية، إلا أن الرجال يظهرون معدلات إصابة أعلى في هذه الأمراض المحددة، حسب التقارير الطبية الحديثة. هذا الواقع يدفع إلى ضرورة زيادة الوعي بين الرجال للكشف المبكر عن الأعراض، كما يسلط الضوء على أهمية تغيير نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي متوازن والنشاط البدني المنتظم لتقليل هذه المخاطر.

زيادة مخاطر الرجال للأمراض

توضح الدراسة التي شملت بيانات من حوالي 200 دولة، وشاركت فيها مؤسسات أكاديمية من أوروبا وآسيا، أن هناك فروقاً واضحة بين الجنسين في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة. الرجال لديهم احتمالية أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم بسبب عوامل مثل الإجهاد اليومي، السمنة، والعادات السيئة مثل التدخين والإفراط في تناول الطعام السريع. أما بالنسبة للسكري من النوع الثاني، فإن هذا المرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط حياة الرجال، حيث يظهر في سن أصغر مقارنة بالنساء بسبب نقص النشاط البدني والمراقبة الصحية. كذلك، يُلاحظ ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لدى الرجال، خاصة في البيئات التي تفتقر إلى الوعي بالوقاية. هذه الإحصائيات تكشف عن حاجة ماسة لبرامج صحية مخصصة للرجال، لتشجيعهم على الفحوصات الدورية وتجنب العوامل المسببة.

الفروق الصحية بين الجنسين

بالإضافة إلى الاختلافات في معدلات الإصابة، تشير الدراسة إلى أن الرجال أقل ميلاً للالتزام بالرعاية الصحية، مما يعزز من خطر المضاعفات والوفاة. على سبيل المثال، يتردد الرجال في طلب المساعدة الطبية بسبب عوامل نفسية مثل الاعتقاد بأنهم يجب أن يظلوا قواء، أو بسبب ضغوط العمل التي تحول دون زيارة الأطباء. هذا السلوك يؤدي إلى تفاقم المشكلات، حيث قد يتطور ارتفاع ضغط الدم إلى مشكلات قلبية خطيرة، أو يتحول السكري إلى مضاعفات مثل تلف الكلى. أما في حالة الإيدز، فإن التأخير في العلاج يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة بشكل كبير. في المقابل، تُظهر النساء عادةً وعياً أكبر بالصحة، مما يساعدهن على خفض المخاطر من خلال زيارات طبية منتظمة واتباع التعليمات الطبية. هذه الفروق تدعو إلى حملات إعلامية تهدف إلى تغيير الثقافة الاجتماعية لتشجيع الرجال على تبني عادات صحية أفضل. كما أن التركيز على الوقاية، مثل التحقق الدوري لضغط الدم والسكر، يمكن أن يقلل من معدلات الإصابة العالمية. في الختام، يتطلب الأمر جهوداً مشتركة من الأفراد والمؤسسات لمواجهة هذه التحديات، مع الاستفادة من الدراسات لصياغة استراتيجيات صحية فعالة تقلل من الفجوة بين الجنسين في مجال الصحة العامة.