الأهلي يحتفل بالذكرى الـ23 لرحيل صالح سليم.. الأب الروحي الذي لن ننساه!

الأهلي يتذكر اليوم ذكرى رحيل صالح سليم، أحد أبرز رموز النادي ورئيسه السابق، الذي ترك إرثاً لا يُنسى في عالم الكرة والإدارة. في هذا اليوم، الذي يوافق مرور 23 عاماً على وفاته عام 2002، يحيي النادي تاريخه الملهم كلاعب ومسؤول، مؤكداً على دوره كالأب الروحي للقلعة الحمراء.

ذكرى رحيل صالح سليم: تكريم للأسطورة الأهلاوية

يقف النادي الأهلي اليوم ليحيي ذكرى الراحل الكبير صالح سليم، الذي وافته المنية في 2 مارس 2002 بعد صراع طويل مع المرض، متجاوزاً الـ72 عاماً من العمر. كان سليم أكثر من مجرد لاعب أو رئيس؛ فقد كان رمزاً للتفاني والولاء، حيث أدخل أسلوباً إدارياً فريداً يعتمد على وضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار. مقولته الشهيرة “الأهلي فوق الجميع” تجسد فلسفته، بينما كان يرى النادي كنسيج ينبني على دعم الجماهير، كما أكد بقوله: “الأهلي ملك لمن صنعوه، وهم مشجعوه”. ولد صالح سليم في 30 سبتمبر 1930 في حي الدقي بالجيزة، وانضم إلى صفوف النادي الأهلي عام 1944، حيث بدأ مسيرته في الفريق الأول في نفس العام، واستمر حتى اعتزاله عام 1967. لعب أيضاً مع نادي جراتس النمساوي، قبل أن يعود ليختتم مسيرته مع الأهلي.

أما إنجازاته، فقد كان صالح سليم من الرواد في عالم الكرة، حيث ساهم في تحقيق 20 بطولة مع النادي، بينها 11 دوري و8 كؤوس، بالإضافة إلى كأس الجمهورية المتحدة. سجل رقماً قياسياً عندما أحرز 7 أهداف في مباراة واحدة أمام الإسماعيلي عام 1958، مساهمة في فوز الأهلي 8-0. كما كانت مباراة الطيران عام 1966 هي آخر ظهور له مع الفريق قبل اعتزاله. على المستوى الدولي، انضم إلى المنتخب المصري عام 1950، وشارك في 24 مباراة دولية سجل خلالها خمسة أهداف، قاد المنتخب للفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 1959، وشارك في أولمبياد روما 1960، بالإضافة إلى بطولة الأمم الثالثة في أديس أبابا عام 1962.

أما في الإدارة، فقد تولى منصب مدير الكرة في الأهلي عامي 1971 و1972، ثم انتخب عضوا في مجلس الإدارة قبل أن يصبح رئيساً عام 1980، وظل في المنصب حتى 1988، ثم عاد مرة أخرى عام 1990 بسبب سوء النتائج. تجاوز سليم الكرة ليغزو عالم الفن، حيث شارك في أفلام سينمائية مثل “الشموع السوداء” و”السبع بنات” و”الباب المفتوح”، مما جعله شخصية متعددة الجوانب. واجه صالح سليم في النهاية معركة مأساوية مع السرطان، الذي انتشر في الكبد ثم المعدة، وخضع لعلاج كيماوي طويل، لكنه توفي في نهاية المطاف بعد غيبوبة أنهكته.

المايسترو الأبدي: إرث صالح سليم في قلب الأهلاويين

يبقى إرث صالح سليم خالداً في تاريخ النادي الأهلي، حيث يمثل رمزاً للعزيمة والتميز. لم يكن مجرد لاعباً أو إدارياً، بل كان مصدر إلهام لأجيال من اللاعبين والمشجعين. في ظل مرور 23 عاماً على رحيله، يستمر تأثيره كـ”الأب الروحي”، حيث غرس مبادئ الولاء والاحترافية في كل جوانب النادي. الجماهير الأهلاوية تتذكر دائماً دوره في بناء الفريق وتحقيق الإنجازات، مما يجعل ذكراه حية في كل مباراة وكل بطولة. سليم لم يكن يركز فقط على الفوز، بل على بناء ثقافة نهضوية تعتمد على القيم الأخلاقية والرياضية، مما جعل الأهلي يتميز عن غيره من الأندية.

في الختام، يظل صالح سليم مثالاً يحتذى به، حيث جمع بين الرياضة والفن والإدارة بطريقة فريدة. رغم مرور السنوات، فإن ذكراه تظل جزءاً أساسياً من هوية النادي الأهلي، معلماً للجميع أن النجاح يأتي من التفاني والإخلاص. اليوم، يعبر النادي عن امتنانه الأبدي لهذا المايسترو، الذي سيظل حياً في قلوب جميع الأهلاويين، محافظاً على مكانته كرمز للتألق والإصرار.