يبدأ تلسكوب SPHEREx مسيرته في استكشاف أعماق الكون من خلال رسم خرائط ثلاثية الأبعاد بالأشعة تحت الحمراء، حيث يقوم هذا التلسكوب الفضائي التابع لوكالة ناسا بإلتقاط آلاف الصور يوميًا لتغطية السماء بطريقة شاملة. منذ إطلاقه في 11 مارس الماضي، أصبح SPHEREx جزءًا أساسيًا من جهود الوكالة لفهم أسرار الكون، مع التركيز على دراسة التمدد الكوني والتضخم الذي تلى الانفجار العظيم.
تلسكوب SPHEREx: رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للكون
يعمل تلسكوب SPHEREx على إنتاج أربع خرائط كاملة للسماء خلال عامين من المهمة، حيث يدور حول الأرض أكثر من 11,000 مرة وبمعدل يصل إلى 14.5 دورة يوميًا. هذا الجهد الهائل يعتمد على تقنية متقدمة تتيح التقاط 3600 صورة يوميًا، مع تغطية 102 نطاق من الأطوال الموجية تحت الحمراء، مما يوفر رؤى دقيقة عن مصادر الإشعاع في أعماق الفضاء. يتفوق التلسكوب في أدائه، حيث يعتمد على عجلات موجهة بدلاً من الدفع الصاروخي، لضمان دقة أعلى في جمع البيانات. وفقًا للتقارير المتعلقة بالمهمة، فإن هذه القدرات تسمح بقياس المسافات بين المجرات باستخدام التحليل الطيفي، مما يساعد في إنشاء خريطة تفاعلية تكشف عن بنية الكون وتطوره.
بالإضافة إلى ذلك، يدعم SPHEREx مشاريع مستقبلية مثل تلسكوب نانسي غريس الروماني، حيث يعزز الفهم العلمي للكون من خلال دراسة كيفية تشكل العناصر الأساسية للحياة، مثل المياه على كوكب الأرض. يخطط التلسكوب لإجراء أكثر من تسعة ملايين قياس داخل مجرة درب التبانة، مما يفتح بابًا لفهم تأثير السحب بين النجمية على التفاعلات الكيميائية في الفضاء. وفقًا للباحثين المشاركين، مثل شون دوماغال-غولدمان، فإن هذه المهمة تمثل خطوة كبيرة نحو استكشاف “التضخم الكوني” الذي حدث مباشرة بعد الانفجار العظيم، مع إمكانية كشف علامات تشير إلى نشأة النجوم والمجرات.
المرصد SPHEREx: استكشافات جديدة في أعماق الفضاء
يُدير مشروع SPHEREx من قبل مختبر الدفع النفاث (JPL) في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ضمن تعاون دولي يشمل كوريا الجنوبية وتايوان، حيث يعمل الفريق لأكثر من عشر سنوات على تطوير هذه التكنولوجيا. يؤكد الباحث الرئيسي جيمي بوك أن النتائج الأولية تفوق التوقعات، مما يعني أن التلسكوب قد يقدم رؤى فريدة حول كيفية تطور الكون وتكوين المواد فيه. خلال فترة المهمة، سيتم مسح السماء كل ستة أشهر، مما يسمح بجمع بيانات هائلة تساعد في حل ألغاز المنشأ الكوني، بما في ذلك دور المادة والطاقة في تشكيل الحياة. هذه الجهود لن تقتصر على الدراسات الفلكية فحسب، بل ستساهم في فهم كيفية تأثير البيئة الفضائية على العناصر الكيميائية الأساسية، مثل تلك التي أدت إلى نشأة الحياة على الأرض.
مع استمرار عمليات SPHEREx، يبقى التركيز على تقديم إجابات عن أعمق أسئلة الإنسانية، مثل أصول الكون ودور المواد في خلق الحياة. هذا المرصد الفضائي يمثل نقلة نوعية في علم الفلك، حيث يجمع بين التقنية المتقدمة والتعاون العالمي ليفتح آفاقًا جديدة في استكشاف الكون. من خلال هذه البيانات الشاملة، يمكن للعلماء التنبؤ بتطورات مستقبلية وتعزيز الجهود في مجالات أخرى، مثل دراسة الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، مما يعزز مكانة ناسا كقائدة في البحوث الفضائية. في النهاية، يعد SPHEREx دليلاً حيًا على كيف يمكن للتقدم التكنولوجي أن يغير نظرتنا إلى الكون وأسراره.
تعليقات