أوقفت مايكروسوفت خدمة سكايب بشكل دائم بعد أكثر من عقدين من الإطلاق، رغم أنها كانت تتباهى بقاعدة مستخدمين تزيد عن ملياري حساب. الشركة حذرت المستخدمين مبكرًا في فبراير من عدم القدرة على الوصول إلى حساباتهم بعد 5 مايو 2025، ودعت إلى الانتقال الفوري إلى تطبيق Teams المجاني للحفاظ على التواصل عبر المكالمات والمراسلات. يُعد هذا القرار نقطة تحول كبيرة في عالم التواصل الرقمي، حيث يعكس تغيرات السوق والمنافسة الشديدة في مجال التطبيقات.
كواليس وقف خدمة سكايب
مع مرور السنوات، شهدت سكايب تآكلًا في شعبيتها، رغم أنها كانت رائدة في التواصل عبر الإنترنت منذ إطلاقها في عام 2003. تُظهر الإحصاءات أن عدد الحسابات المسجلة يصل إلى 1.95 مليار، لكن النشاط اليومي انخفض إلى 27.8 مليون مستخدم فقط في عام 2024، مقارنة بـ40 مليون في عام 2020. هذا الانخفاض يعود جزئيًا إلى صعود خدمات أخرى مثل Zoom وTeams، خاصة خلال جائحة كوفيد-19، حيث أصبحت هذه التطبيقات أكثر جاذبية بفضل ميزاتها المتقدمة في التعاون والمشاركة. قال رئيس تطبيقات مايكروسوفت جيف تيبر إن الشركة استفادت كثيرًا من تجارب سكايب لتطوير Teams على مدار السنوات السبع الماضية، مما جعلها أكثر كفاءة في دعم المكالمات الفردية والجماعية، بالإضافة إلى أدوات المراسلة والملفات. ومع ذلك، أكدت مايكروسوفت أن التركيز الآن على Teams سيسمح بتقديم ابتكارات أسرع، حيث تضاعف عدد الدقائق المستخدمة في مكالمات Teams أربعة أضعاف في السنوات الأخيرة.
أسباب إنهاء سكايب
توضح أسباب إنهاء خدمة سكايب بوضوح تحول مايكروسوفت نحو نموذج أكثر تركيزًا وكفاءة. بدأت الشركة في تقليص دعم سكايب تدريجيًا، مثل إيقاف إضافة الرصيد أو شراء أرقام الهواتف منذ ديسمبر الماضي، مما يشير إلى استراتيجية مدروسة لإغلاقها تمامًا. Teams، الذي أطلق في عام 2016، أصبح المنافس المباشر لسكايب، خاصة بعد أن تم اختياره كتطبيق افتراضي للاتصالات في Windows 11 في عام 2021. يُذكر أن مايكروسوفت أغلقت نسخة سكايب للأعمال تمامًا في عام 2021، مما يعزز من قرار التركيز الكامل على Teams كحل شامل للتواصل السحابي. المستخدمون عبروا عن حزنهم على وسائل التواصل، وصفوا الأمر بـ”نهاية حقبة”، متذكرين كيف ساعدت سكايب في الحفاظ على الروابط العائلية والصداقات عبر المسافات الطويلة دون تكاليف إضافية. رغم ذلك، تشير تصريحات تيبر إلى أن الخطوة كانت ضرورية لتلبية احتياجات المستخدمين الحديثة، حيث أصبح Teams جاهزًا ليكون البديل الأمثل، مع ميزات محسّنة للمستخدمين الشخصيين والمهنيين. هذا التغيير يعكس كيف تتطور التكنولوجيا، حيث يفضل المستخدمون الآن التطبيقات المتكاملة التي تندمج مع الأدوات الأخرى، مما يجعل من سكايب جزءًا من التاريخ. مع ذلك، يبقى السؤال عما إذا كان هذا الانتقال سلسًا لجميع المستخدمين، خاصة مع عدم وضوح أعداد النشطين يوميًا، لكن مايكروسوفت تعتبره خطوة نحو مستقبل أكثر ابتكارًا.
تعليقات