فيديو مؤثر: فلاح بريمو يعبر عن رحمة الله واسعة في رحلة إيمانه

رحمة الله واسعة وهو يمشي بنور الإيمان، حيث يتجلى في قصة عم متولي أيوب الأرض كفلاح بقوة وإصرار، رغم التحديات التي واجهها. هذه القصة تعكس كيف تحولت الأزمات إلى معجزات، ففي قلب الريف المصري، يقف رجل تجاوز عقبات الحياة بفضل إيمانه وصبره.

قصة عم متولي: الكفاح والإصرار

عم متولي عمران متولي، البالغ من العمر 88 عاماً، من قرية بي العرب بمركز الباجور في محافظة المنوفية، يمثل رمزاً للإرادة الحديدية. فقد بصره بسبب خطأ طبي في مرحلة شبابه المبكر، لكنه لم يسمح لتلك الكارثة بأن تقف عقبة أمام حبه للأرض وحرثها. بدلاً من الاستسلام، استمر في ممارسة مهنته كفلاح يزرع ويحصد جميع أنواع المحاصيل الزراعية، من القمح والذرة إلى الخضروات والفواكه. يروي الناس في قريته أن قصته أصبحت مصدر عجب وإلهام، حيث يُروى كيف يتجول في حقوله بمساعدة ذاكرته وإحساسه بالتربة، مستنداً إلى خبرة عمر طويل في الزراعة. هذه الحكاية ليست مجرد سيرة شخصية، بل درساً حياً في كيفية تحويل الإعاقة إلى قوة، فكل يوم يقضيه عم متولي في الحقول يذكرنا بأن الإيمان والعمل الدؤوب يمكن أن يغيرا مسار الحياة.

في حديثه، يعبر عم متولي عن فلسفته في الحياة، قائلاً: “اللي معاه ربنا بيعينه، وربنا بيقف جنبه، وأنا ربنا حارسني وهو المعين. كمان، والدتي كانت بتدعي ربنا يحببني في الناس بعدد حصى الأرض”. هذه الكلمات تعكس عمق إيمانه، الذي كان الدعم الأكبر له خلال سنوات الكفاح. لقد أصبحت صلاته ودعوات أمه مصدراً لقوته، مما جعله يواجه التحديات بابتسامة وثقة. في كل صباح، يستيقظ ليبدأ يوماً جديداً في الحقول، حاملاً معه رسالة أن الإعاقة ليست نهاية، بل بداية لإنجازات أكبر. أصدقاؤه وجيرانه يشهدون على كرمه وصبره، حيث يساعد الآخرين رغم صعوبة حاله، مما يجعل قصته تتردد في أرجاء المنطقة كقصة نجاح ملهمة.

الفلاح الذي تحدى الإعاقة

عبر سنوات طويلة من الجهد، استطاع عم متولي أن يبني حياة مستقرة ومنتجة، حيث أصبحت أراضيه نموذجاً للزراعة المستدامة في المنطقة. يروي هو نفسه في أحاديثه المتكررة: “بتمنى أموت وأنا رجلي فيها طين الشغل، لأن الشغل شرف وكرامة”. هذه العبارة تعبر عن تفانيه التام في عمله، الذي يرى فيه مصدراً للكرامة والسعادة الحقيقية. رغم فقدان البصر، تعلم كيف يعتمد على حواسه الأخرى؛ فهو يشعر بالتربة بيده، ويسمع صوت الرياح التي تخبره عن حال الطقس، ويشم رائحة المحاصيل الناضجة. هذا النهج جعله يحقق إنجازات تجاوزت توقعات الجميع، مما يثبت أن الإصرار يمكن أن يحول أي عائق إلى فرصة.

في عصرنا الحالي، حيث يسود اليأس أحياناً، تقدم قصة عم متولي دروساً قيمة في الصبر والثقة بالله. هذا الفلاح البسيط أصبح رمزاً للكفاح ضد الظروف الصعبة، ملهماً الشباب لمواجهة تحدياتهم الخاصة. لقد ساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال زراعته المتنوعة، التي توفر فرص عمل للآخرين في القرية. كما أن قصته تشجع على الاعتماد على النفس والبحث عن الحلول بدلاً من الشكوى. في نهاية المطاف، يذكرنا عم متولي بأن الحياة مليئة بالمعجزات إذا كنا مستعدين للجهد والإيمان، فالأرض التي يحرثها ليست مجرد أرض، بل رمز للأمل والانتصار. هذه الرواية تدفعنا للتأمل في قيمتنا الحقيقية، وكيف يمكننا نحن أيضاً أن نكون أبطالاً في حياتنا اليومية.