الذكرى الرابعة لرحيل مدحت فقوسة.. نجم المصري الأسطوري يخلد إرثه

تمر اليوم الذكرى الرابعة لرحيل مدحت فقوسة، الذي كان أحد أعلام الكرة المصرية. فقد وافته المنية في 5 مايو 2021 بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً إرثاً من الإنجازات التي أثرت في تاريخ الكرة في مصر. مدحت فقوسة لم يكن مجرد لاعب، بل كان قائداً للمنتخب العسكري الذي حقق أول بطولة كأس العالم لكرة القدم العسكرية في المغرب عام 1993. نشأ في أسرة مرتبطة بالرياضة، حيث كان جده أحد الرؤساء الأوائل للنادي المصري في عام 1920، وهذا الخلفية جعلت منه رمزاً للإخلاص والتميز. منذ طفولته في شوارع بورسعيد، بدأ حبه للكرة، مدعوماً بوالده الذي لعب سابقاً في النادي المصري وفاز بالكأس السلطاني. هذه الجذور العميقة ساهمت في تشكيل مسيرته الرياضية الغنية، حيث لعب لأندية متعددة مثل النادي المصري، نادي الطيران، والنادي الأهلي، مساهمة بمهاراته في تعزيز الكرة المصرية.

الذكرى الرابعة لرحيل مدحت فقوسة

من الواضح أن مدحت فقوسة، المولود في بورسعيد في 1 أبريل 1946، كان موهبة بارزة اكتشفها والده مبكراً، حيث قدمه إلى المدرب عادل الجزار ليبدأ في صفوف الناشئين. سرعان ما صقلت مهاراته تحت إشراف مدربين مثل “كوكيزا” في عام 1964، مما مكن له الالتحاق بالفريق الأول للنادي المصري. هناك، برز بجانب نجوم مثل محمد بدري ومحمد شاهين، مما أكسبه شهرة سريعة. في موسم 1965/1966، انتقل إلى كلية الطيران وانضم إلى نادي الطيران، لكن ضغوط الدراسة دفعته للانتقال إلى النادي الأهلي في موسم 1967/1968، حيث ظل حتى عام 1971. لم تتوقف مسيرته عند اللعب، إذ حصل على بكالوريوس في التربية الرياضية وبعد ذلك دبلوم الدراسات العليا في كرة القدم من جامعة الزقازيق، مما مهد الطريق لدخوله عالم التدريب.

في عالم التدريب، بدأ فقوسة مبكراً بعد اعتزاله، حيث تولى تدريب ناشئي النادي المصري من موسم 1976/1977 لمدة أربع سنوات. كان دوراً حاسماً عندما انضم كمساعد للمدير الفني العالمي بوشكاش في عام 1979/1980، مساهمة في تحقيق الترتيب الثالث في الدوري. انتقل بعدها إلى تدريب فريق الرائد السعودي في عام 1981، ثم عاد ليعمل مساعداً للأرجنتيني أوسكار فيلوني في النادي المصري، قبل أن يسافر مرة أخرى إلى السعودية في موسم 1986/1987. في عام 1991/1992، تولى تدريب نادي المريخ البورسعيدي، مساعداً في صعوده إلى الدوري الممتاز. أبرز إنجازه كان في عام 1993، عندما اختير مديراً فنياً للمنتخب العسكري، حيث أعد الفريق ليفوز ببطولة كأس العالم العسكرية في المغرب لأول مرة، مكافأة بوسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

تراث نجم الكرة المصرية

يبقى تراث مدحت فقوسة حياً في تاريخ الكرة المصرية، فهو لم يكن فقط بطل ميدان، بل شخصية محبوبة بسبب خفة ظله ومواقفه الكوميدية التي ألهمت الجماهير. كان يجمع بين المهارة الفنية العالية، مثل تسديداته القوية ورأس الكرة، والقدرة على قيادة الفرق نحو الانتصارات. هذا الإرث يذكرنا بأهمية الرياضة في بناء الشخصيات والمجتمعات، حيث ساهم في تعزيز مكانة مصر دولياً من خلال إنجازاته. على الرغم من رحيله، فإن قصته تلهم الأجيال الجديدة من اللاعبين والمدربين، مشجعةً على الإصرار والعمل الجاد. فقوسة لم يكن مجرد اسماً في الكرة، بل رمزاً للروح الرياضية التي تجمع بين التميز الفردي والولاء للوطن. في ذكراه الرابعة، يظل اسمه مرادفاً للنصر والإلهام، متحدياً الأجيال لتتبع خطواته في عالم الكرة المصرية والعالمية. هذا الإرث يستمر في تأثيره، مما يجعل من كل ذكرى فرصة للاحتفاء بمسيرة امتزجت بالنجاح والعطاء.