تمكين المرأة وتعزيز دورها.. أولوية قصوى للدولة في مختلف جوانب الحياة

تمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف جوانب الحياة يمثل أولوية رئيسية للدولة، حيث يعكس التزامها بتحقيق المساواة الجنسية والتنمية الشاملة. في هذا السياق، شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، الذي عقد بمحافظة أسوان. حضر الفعاليات كذلك السفيرة أنجلينا إيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي في مصر، واللواء إسماعيل كامل، محافظ أسوان، إلى جانب سفراء دول آخرى وفاعليات فنية ومنظمات مجتمع مدني. خلال كلمتها، أبرزت الوزيرة كيف يمثل المهرجان احتفالاً بالإبداع النسائي والثقافة، مدعماً جهود تمكين المرأة من خلال التسليط الضوء على قضاياها وريادتها في عالم السينما. كما شددت على أهمية الورش التدريبية التي يقدمها المهرجان لتطوير مهارات الشباب في صناعة الأفلام، مما يعزز من دور أسوان كمركز ثقافي يعبر عن الهوية المصرية.

تمكين المرأة في مهرجان أسوان الدولي

في كلمتها أمام الحاضرين، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة يتجاوز كونه حدثاً فنياً ليصبح محفزاً رئيسياً للتنمية الشاملة. هذا المهرجان، الأول من نوعه في مصر المخصص لقضايا المرأة، يساهم في تعزيز الإبداع الثقافي والفني من خلال تكريم قصص النجاح النسائية ودعم صانعات الأفلام في مصر والمنطقة العربية. الوزيرة مرتبطة هذا الحدث برؤية مصر 2030، التي تضع التمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمرأة في صميم أهدافها، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، المعلنة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي. هذه الاستراتيجية ترتكز على محاور رئيسية تشمل التمكين السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والحماية، مما يعكس التزام الدولة بالمساواة ومكافحة التمييز. كما أشارت إلى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التي أطلقت عام 2021، ودورها في ضمان مشاركة النساء في الحياة العامة ومواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي. من جانب آخر، ذكرت الوزيرة الشراكات مع منظومة الأمم المتحدة ضمن إطار التعاون الاستراتيجي بين مصر والأمم المتحدة للفترة 2023–2027، لتعزيز وصول النساء إلى التعليم والفرص الوظيفية والمناصب القيادية، بالإضافة إلى حمايتهن من العنف.

تعزيز دور المرأة في التنمية

في استمرار لجهود تعزيز دور المرأة، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط التقدم الذي حققته مصر في هذا المجال، حيث تشغل النساء حالياً 25% من مقاعد البرلمان ويتولين أربعة حقائب وزارية. كما أبرزت مبادرات مثل “محفز سد الفجوة بين الجنسين” بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يجمع أكثر من 100 شركة لدعم مشاركة النساء اقتصادياً. وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تساهم بتقديم تمويل تنموي يركز على قضايا النوع الاجتماعي في قطاعات التعليم والصحة وتنمية المشروعات الصغيرة، من خلال مبادرات مثل “حياة كريمة” و”EU-Tamken” وبرامج أخرى بالتعاون مع الوكالة الإسبانية والبنك الدولي. كما أكدت الوزيرة أن سرد القصص النسائية هو مفتاح التغيير الثقافي، مشيدة بدور المهرجان في منح النساء فرصة التعبير والإبداع لإعادة تشكيل مفاهيم القيادة والريادة. في ختام كلمتها، شددت على أهمية هذه الجهود في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتكافؤاً. في إطار فعاليات المهرجان، قام وفد من الوزارة والاتحاد الأوروبي بزيارة محطة إنتاج الكهرباء بمدينة كوم أمبو، ومعسكر “دوي” بمدرسة أسوان الثانوية، إضافة إلى برنامج إدارة مياه الشرب ومشروعات صغيرة ومتناهية الصغر التي يدعمها جهاز تنمية المشروعات بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية. هذه الزيارات تعكس التكامل بين التنمية الثقافية والاقتصادية، مما يدعم الجهود الشاملة لتمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء مستقبل أفضل لمصر. بشكل عام، يظهر هذا الحدث كيف يمكن للثقافة أن تكون رافداً أساسياً للتنمية المستدامة، مع التركيز على دور المرأة كمحرك رئيسي للتغيير.