في لحظة تاريخية غيرت مجرى كرة القدم الإسبانية، حقق نادي سيلتا فيغو فوزه الأول على ريال مدريد في أربعينيات القرن الماضي، محرزًا انتصارًا يُذكر إلى اليوم. كان هذا الفوز نتيجة لتألق مهاجم موهوب يُدعى خوان ديل بينو، الذي أصبح رمزًا للإصرار والقوة رغم التحديات الصحية التي واجهها.
خوان ديل بينو: في الصحة والمرض
استعرضت صحيفة “ماركا” الإسبانية قصة هذا المهاجم المتميز، الذي قاد سيلتا فيغو إلى ذلك الانتصار التاريخي على ملعب تشامارتين، معقل ريال مدريد. في ذلك الزمان، لم يكن ديل بينو مجرد لاعب، بل كان رمزًا للتحدي، حيث سجل هدفين حاسما في المباراة التي انتهت بنتيجة 3-2 في 22 مارس 1942، خلال الجولة الـ24 من موسم 1941-1942. أحرز هدفه الثاني في الدقيقة 47 والثالث في الدقيقة 71، مما أكد على براعته الهجومية وساهم في كتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي. قبل هذا اللقاء، كان ديل بينو قد سجل 19 هدفًا في الدوري، بما في ذلك سوبر هاتريك أمام أليكانتي وهاتريك أمام ريال سوسيداد، ما جعله أحد أبرز نجوم الموسم. ومع ذلك، تجسد تأثيره في اللحظات الحاسمة، حيث كان الدعم الأساسي لفريقه في مواجهة العمالقة.
المهاجم المبدع
انضم خوان ديل بينو إلى سيلتا فيغو عام 1940، برفقة لاعبين آخرين من تينيريفي مثل سابينا وموندو وفيكتوريرو، تحت إدارة المدرب خواكين كاردينيس. كان ديل بينو، اللاعب الطويل القامة الذي يتجاوز طوله 1.8 متر، معروفًا بمهاراته الهوائية ودقته في التهديف، مما جعله هدفًا لعروض من أندية كبرى مثل ريال مدريد وأفياسيون وأوفييدو. ومع ذلك، اختار البقاء قريبًا من عائلته، مفضلاً الالتزام بسيلتا فيغو حيث سجل في المواسم الثلاثة التالية 12 هدفًا، ثم 22، ثم 15 هدفًا. بدأ مسيرته الكروية مع فريق “برايس” في عام 1936، وسرعان ما أثبت موهبته كمهاجم مبدع يجمع بين القوة والذكاء التكتيكي.
وفي السياق الإنساني، كشفت مقابلة مع صحيفة “ماركا” قبل المباراة عن تحول مذهل في مظهره، بعد إصابة أثرت على صحته وأدت إلى تساقط شعره وشاربه، مما جعل المراسلين يتفاجأون به. رغم ذلك، استعاد عزيمته وبقي متفوقًا، حيث لم يسمح المرض بأن يعيق نهجه الهجومي. بعد مغادرته سيلتا فيغو، انضم إلى نادي قرطبة في الدرجة الثانية، حيث اختتم مسيرته الاحترافية. رغم موهبته الاستثنائية، فإن حلم اللعب مع منتخب إسبانيا ظل بعيد المنال بسبب مرض غامض أدى إلى استبعاده من قائمة مباريات أمام ألمانيا وإيطاليا في أبريل 1942، برغم دعوة المدرب إدواردو تويس له. توفي ديل بينو في مايو 1989 في فنزويلا، تاركًا إرثًا يجسد الرومانسية في كرة القدم، حيث جمع بين الإنجاز الرياضي والقصة الشخصية الملهمة. هذه القصة تذكرنا بأن النجاح في عالم الرياضة ليس مجرد أهداف، بل هو تجسيد للإصرار في وجه الصعاب، مما يجعل خوان ديل بينو رمزًا خالدًا في تاريخ الدوري الإسباني.
تعليقات