أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) عن تعرضها لخسائر كبيرة في أدائها المالي خلال الربع الأول من عام 2025، مما يعكس التحديات التي تواجه قطاع البتروكيماويات عالميًا. هذه الخسائر تأتي في سياق تغيرات سوقية وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يؤثر على الشركات الكبرى مثل سابك.
خسائر سابك السعودية في الربع الأول من 2025
في تقريرها المالي، أشارت سابك إلى أنها سجلت صافي خسارة بلغت 1.21 مليار ريال سعودي، أو ما يعادل حوالي 323 مليون دولار، خلال الربع الأول من عام 2025. هذا الرقم يمثل تراجعًا حادًا مقارنة بالربع نفسه في عام 2024، حيث حققت الشركة أرباحًا بلغت 0.25 مليار ريال. أكدت الشركة في بيانها الرسمي أن هذه الخسائر ناتجة عن عوامل متعددة، بما في ذلك ارتفاع أسعار المواد الخام وازدياد المصاريف التشغيلية، بالإضافة إلى تكاليف غير متكررة مرتبطة ببرنامج إعادة هيكلة استراتيجية بلغت قيمتها 1.07 مليار ريال، أو حوالي 453 مليون دولار. وفقًا للرئيس التنفيذي للشركة، عبد الرحمن الفقيه، فإن هذه العوامل أدت إلى انخفاض إجمالي الربح بنحو 1.05 مليار ريال، مما يعكس الضغوط الاقتصادية العالمية.
من جانب آخر، حققت سابك نموًا في مبيعاتها، حيث بلغت قيمة المبيعات 34.59 مليار ريال خلال الربع الأول، مما يمثل زيادة بنسبة 5.8% مقارنة بـ32.69 مليار ريال في الفترة المماثلة من عام 2024. هذا النمو يأتي رغم التحديات، إلا أنه لم يكن كافيًا لتعويض الخسائر الناتجة عن ارتفاع التكاليف. أوضح الفقيه في مؤتمر صحفي أن صناعة البتروكيماويات تشهد تباطؤًا في النمو الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية الفائضة في الأسواق، وهو ما يضغط على هوامش الربحية ويفرض تحديات على الشركات في المدى القريب.
تحديات أداء الشركة في قطاع البتروكيماويات
مع استمرار الضغوط الخارجية على صناعة البتروكيماويات، تواجه سابك سلسلة من التحديات تشمل ضعف الطلب العالمي وارتفاع تكاليف الإنتاج، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الربحية. قال الفقيه إن برنامج إعادة الهيكلة الحالي يهدف إلى تحسين كفاءة الأداء وتعزيز القدرة التنافسية، مع توقع إكماله في نهاية العام الجاري. هذا البرنامج يشمل إجراءات لتقليل التكاليف غير الضرورية وتحسين العمليات التشغيلية، مما قد يساعد في استعادة التوازن المالي في المستقبل.
في السياق العام، تشترك سابك مع شركات الكيماويات العالمية في مواجهة هذه التحديات، حيث يؤدي التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى انخفاض الطلب على المنتجات البتروكيماوية، مثل البلاستيك والأسمدة. ومع ذلك، فإن الشركة تعتبر خطواتها الاستراتيجية جزءًا من جهود أوسع للتكيف مع التغيرات السوقية، بما في ذلك استثمارات في التكنولوجيا والابتكار لتعزيز الاستدامة. على سبيل المثال، من المخطط لسابك توسيع نطاقها في مجالات الطاقة المتجددة والمنتجات البيئية، والتي قد تفتح فرصًا جديدة للنمو رغم الظروف الحالية.
في الختام، تعكس خسائر سابك في الربع الأول من 2025 صورة أوسع عن التحولات في قطاع الطاقة والصناعات الأساسية، حيث يتطلب الأمر من الشركات مثلها تبني استراتيجيات مدروسة لمواجهة التحديات. رغم الصعوبات المالية، فإن التركيز على إعادة الهيكلة وتحسين الكفاءة يمكن أن يؤدي إلى تعافي أقوى في الفترات القادمة، مع الحفاظ على مكانتها كواحدة من أبرز منتجي البتروكيماويات عالميًا. بشكل عام، يظل الاستثمار في الابتكار والتكيف مع التغييرات البيئية والاقتصادية مفتاح النجاح لهذه الشركات في المستقبل.
تعليقات