التهجير الضروري الآن!

من أغرب المفاجآت التي قدمتها أمريكا للعالم هو اقتراحها تهجير سكان غزة إلى مناطق مجهولة أو دول مثل مصر والأردن، مما يعني في الواقع تصفية جزء كبير من القضية الفلسطينية دون مقابل. هذا الاقتراح من قبل الرئيس الأمريكي، بدلاً من أن يركز على معالجة الجراح العميقة لأهل غزة، يعكس نهجاً رأسمالياً جشعاً يستهدف أرضاً صغيرة لا تتجاوز مساحتها 56 كيلومتراً مربعاً، وهي أصغر من ربع مساحة أصغر ولاية أمريكية. كان من الأفضل لو طالب بتهجير الغزاة الإسرائيليين وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، ليتم إنقاذ المنطقة من هذا الوباء الذي يفتك بها.

تهجير أهالي غزة: انتهاك للعدالة

في الواقع، يبدو أن أمريكا من خلال هذه الفكرة غير العادلة، تسخر من عقول ومشاعر العرب، في محاولة لإرضاء الصهاينة بطريقة تذل الأمة. الذين يستحقون التهجير هم الصهاينة المعتدون الذين احتلوا فلسطين قادمين من كل حدب وصوب، حيث يبلغ عددهم حوالي 6 ملايين نسمة، ويمكن استيعابهم بسهولة في إحدى الولايات الأمريكية الواسعة. التاريخ يذكرنا بأن اليهود الذين رفضوا أمر الله تعالى بالهجرة إلى فلسطين في زمن موسى عليه السلام، تعرضوا للعقاب بالتيه أربعين عاماً، كما ورد في القرآن الكريم. على سبيل المثال، قال تعالى: “وقطعناهم في الأرض أمماً، منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك. وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون” (سورة الأعراف، الآية 168). هذا يدحض ادعاءات الصهاينة بأن الله أعطاهم فلسطين، فالأمر كان موجهاً لأولئك اليهود في ذلك الزمان فقط، وليس للصهاينة المعاصرين.

علاوة على ذلك، فإن مغادرة شعب لأرضه ثم الإصرار على العودة بعد ألفي عام هو نوع من الظلم الفادح ضد الشعب الذي استوطنها. ويزيد الأمر سوءاً عندما يرتكب الغزاة مختلف أشكال التنكيل والإبادة لإجبار السكان على الرحيل. في القرآن، نجد تأكيداً لرفض اليهود لهذا الأمر، كما في قوله تعالى: “يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين” (سورة المائدة، الآية 21)، ثم رفضهم في الآيات التالية، مما أدى إلى عقابهم بالتيه. الصهاينة اليوم يعتمدون على توراة محرفة، ولا يحق لهم الادعاء بحقوق غير مشروعة.

إبعاد الغزاة: الحل العادل

نعم، الأولى أن يتم إبعاد الصهاينة الدخلاء، خاصة الذين حرموا من الاستقرار، ليعودوا إلى بلدانهم الأصلية، بما في ذلك تلك الدول التي طردتهم سابقاً. يبلغ تعداد اليهود في العالم اليوم حوالي 16 مليوناً، معظمهم من الصهاينة، وهم ينقسمون إلى أشكناز وصفرديم. لكن صلة أي منهم بفلسطين لا تبرر الاحتلال، خاصة أن صلة الأشكناز بالمنطقة ضعيفة جداً. الصهيونية ليست ديناً بل حركة سياسية استعمارية مجرمة، وقد نفرت الشعوب منهم بسبب أساليب حياتهم الجشعة، مما أدى إلى طردهم من معظم البلدان. هجراتهم إلى فلسطين بدأت في الفترات 1882-1918 و1904-1948، مع تزايد أعدادهم بعد 1948 مع قيام الكيان الصهيوني.

ختاماً، نمو إسرائيل وتوسعها لم يكن إلا بسبب دعم غربي متحيز يهدف إلى التخلص من اليهود وإيذاء الأمة العربية من خلال إقامة قاعدة معادية في قلبها. هذا النهج يعكس استمراراً للظلم، ويجب على العالم أن يدرك الحقيقة ويعمل لإنهاء هذا الاعتداء.