تحول سابك من الأرباح إلى الخسائر في الربع الأول
شهدت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) تحولاً ملحوظاً في أدائها المالي خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث تحولت من تحقيق أرباح إلى تسجيل خسائر بلغت نحو 1.2 مليار ريال، أو ما يعادل 320 مليون دولار. جاء هذا التغيير نتيجة لضغوط زيادة أسعار مواد اللقيم، كما أفصحت الشركة في بيان نشر على موقع السوق السعودية. أكدت سابك أن الخسائر نجمت عن انخفاض إجمالي الربح بقيمة 1.05 مليار ريال، مدفوعاً بارتفاع تكاليف المواد الخام. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت المصاريف التشغيلية الأخرى بسبب تسجيل تكاليف غير متكررة مرتبطة بمبادرة استراتيجية لإعادة هيكلة الشركة، بلغت 1.07 مليار ريال. ومع ذلك، من المتوقع أن تعكس هذه الإجراءات فوائد طويلة الأمد، حيث ستؤدي إلى ترشيد التكاليف بما يقدر بـ345 مليون ريال سنوياً، مما يعزز كفاءة الأداء العام. على الجانب الإيجابي، شهدت إيرادات الشركة ارتفاعاً نسبته 6%، لتصل إلى 34.6 مليار ريال خلال الفترة نفسها.
أسباب تراجع الأداء الاقتصادي لشركة SABIC
يعود السبب الرئيسي لتراجع الأداء الاقتصادي لشركة SABIC إلى الضغوط الخارجية، مثل الإشعار الذي تلقته الشركة في مطلع العام الجاري من أرامكو السعودية بتعديل أسعار اللقيم والوقود، مما زاد من تكلفة المبيعات بنسبة تقريبية تصل إلى 1%. هذا التغيير أثر بشكل مباشر على هيكل التكاليف، مما أدى إلى زيادة التحديات المالية. في السياق نفسه، من الجدير بالذكر أن سابك قد حققت نجاحاً في العام الماضي، حيث تحولت من خسائر سابقة إلى أرباح بلغت 1.54 مليار ريال، أو 400 مليون دولار، رغم تراجع الإيرادات السنوية بنسبة 1.1% إلى 139.9 مليار ريال. هذا التحول في العام السابق كان بفضل ارتفاع متوسط أسعار بيع المنتجات، الذي غطى جزئياً انخفاض الكميات المبيعة. كما أعلنت الشركة مؤخراً عن بيع حصتها في شركة ألبا لشركة معادن مقابل 958 مليون دولار، خطوة استراتيجية قد تساهم في تعزيز مرونتها المالية مستقبلاً. في ظل هذه التطورات، تواصل سابك جهودها لمواجهة التحديات من خلال استراتيجيات الإعادة الهيكلة، التي تهدف إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، مما يمكن أن يساعد الشركة على تعويض الخسائر وتحقيق التوازن في الأداء مستقبلاً. هذه الخطوات تشير إلى التزام الشركة بتعزيز منافستها في سوق الصناعات الأساسية، خاصة مع التركيز على الابتكار والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. بفضل هذه الجهود، يمكن لسابك أن تعود إلى مسارات النمو، مستفيدة من زيادة الإيرادات وتحسين الإدارة المالية. في نهاية المطاف، يبقى التركيز على بناء أساس قوي يدعم الاستدامة طويلة الأمد في ظل الظروف المتقلبة.
تعليقات