تصحر الحدائق يثير قلق المتنزهين.. وأمانة العاصمة المقدسة تتفاعل

طالب سكان مكة المكرمة بتدخل الجهات المسؤولة لإيقاف تدهور الحدائق العامة، التي تحولت إلى أماكن مهجورة ومتروكة للتصحر. يشكون من غياب الرقابة والصيانة المنظمة، مما جعل هذه المناطق، التي كانت مصدرًا للترفيه والاسترخاء، تفقد رونقها تمامًا.

إهمال الحدائق العامة في العاصمة المقدسة

في جولة ميدانية، تبين أن الحدائق في شمال مكة تعاني من مظاهر الإهمال الواضحة، حيث اختفت الأعشاب الخضراء وأصبحت الأماكن مليئة بالنفايات. يروي أحمد الصبحي، أحد الزائرين المنتظمين لحديقة سوق الشوام، أنه كان يقضي أوقاته هناك منذ أكثر من ثماني سنوات، متمتعًا بالمشي والجلسات العائلية، إلى جانب المرافق مثل ملاعب كرة القدم والألعاب للأطفال ودورات المياه. ومع ذلك، يؤكد الصبحي أن انعدام عمليات النظافة والصيانة أدى إلى تحويل الحديقة إلى أرض قاحلة، مما دفع السكان إلى الجلوس أمام منازلهم بدلاً من زيارتها. كذلك، يشير ماجد اللحياني إلى أن بعض الحدائق تحولت إلى مكبات للنفايات والأثاث المستعمل، مطالبًا بتدخل الفرق الرقابية في أمانة العاصمة لتقييم الوضع وإعادة تأهيل هذه الأماكن لتكون متنفسًا صحيًا للسكان.

العناية بالمتنزهات كمتنفس للمجتمع

أكد أيمن الحربي على ضرورة استدامة الصيانة للحدائق العامة، مشددًا على أهمية تسليمها إلى شركات متخصصة لضمان بقائها كملاذ آمن وصحي. يرى الحربي أن الاقتران بين إنشاء هذه الحدائق وصيانتها بانتظام هو السبيل الوحيد لتكوين مساحات دائمة تلبي احتياجات السكان في قضاء أوقات فراغهم. من جانبها، أكد المتحدث باسم أمانة العاصمة المقدسة، أسامة عبدالله زيتوني، أن الجهود مستمرة لتعزيز المسطحات الخضراء وصيانتها. يشمل ذلك تأهيل الحدائق من خلال مشاريع جديدة مع شركات متخصصة، حيث تم توقيع خمس اتفاقيات تغطي جميع أنحاء مكة، وهي حاليًا في مرحلة الترسية والتسليم المقبل. تهدف هذه المبادرات إلى تحسين التشجير والزراعة بأحدث الطرق العلمية، مما يضمن توفير متنفسات جيدة للمواطنين وفق معايير حديثة. بهذا النهج، ستستمر الأمانة في مراقبة وتنفيذ هذه المشاريع للحفاظ على الحدائق كجزء أساسي من حياة المجتمع، مما يعزز الاستدامة ويحسن جودة الحياة لسكان الأحياء المجاورة. في الختام، يظل التركيز على تحويل هذه الشكاوي إلى واقع محسوس من خلال الالتزام بالصيانة الدائمة، لتكون الحدائق مصدرًا للصحة والترفيه في كل زمان.