عشق عابر للحدود: سعودي يروي قصة زواجه بفتاة أرجنتينية اعتنقت الإسلام على يده

روى المواطن السعودي محمد القعطبي تفاصيل مثيرة لقصة حياته الشخصية، التي بدأت كمصادفة عادية خلال رحلة عمل إلى الأرجنتين قبل أكثر من ربع قرن. في ذلك الوقت، كان القعطبي في زيارة لإجراء تحقيق صحفي، لكنه لم يتخيل أن هذه الرحلة ستغير مجرى حياته إلى الأبد. خلال تواجده في أحد المساجد هناك، التقى بامرأة أرجنتينية كانت تتطلع لاعتناق الإسلام، مما فتح الباب لعلاقة عميقة ومستدامة. هذه القصة تعكس كيف يمكن لللقاءات العابرة في أماكن مقدسة أن تحول إلى روابط دائمة، تجمع بين ثقافات مختلفة.

زواج محمد القعطبي: قصة لقاء سعودي أرجنتيني

في أوائل عام 1997، كان محمد القعطبي يعمل في جامعة الإمام ومجلة الفيصل، وكانت فرصة السفر إلى الأرجنتين والبرازيل جزءاً من مهامه المهنية لاستكشاف “أدب المهجر”. ومع ذلك، فإن أبرز ما حدث له في تلك الرحلة لم يكن متعلقاً بالكتابة أو الثقافة، بل بلقاء شخصي غير متوقع. وفقاً لروايته، توجه إلى مسجد في الأرجنتين لأداء الصلاة، حيث طلب منه المؤذن الحديث مع فتاتين أعربتا عن رغبتهما في الدخول في الإسلام، نظراً لغياب الإمام وقتها. في تلك اللحظة، تولى القعطبي دوراً غير متوقع، حيث جلس معهما لبضع دقائق وشرح أسس الإيمان ببساطة، مما أدى إلى اعتناقهما الإسلام خلال ربع ساعة فقط.

بعد هذا الحدث، أبلغ القعطبي السفارة السعودية في الأرجنتين بما حدث، ودعا الفتاتين لزيارة السفارة لمتابعة إجراءاتهما. مع مرور الوقت، تطورت علاقته بإحدى الفتاتين إلى صداقة عميقة، ثم إلى حب متبادل. لكن الزواج لم يكن سهلاً؛ فقد كان مطلوباً اتباع الإجراءات النظامية، بما في ذلك الحصول على موافقة من وزارة الداخلية السعودية. بعد إكمال كل هذه الخطوات، تم الزواج رسمياً، وانتقلت زوجته إلى المملكة العربية السعودية حيث عاشا معاً لمدة 17 عاماً. خلال هذه الفترة، شاركت الزوجة في حياة عائلية هادئة، متكيفة مع الثقافة السعودية بينما تحتفظ بجذورها الأرجنتينية.

ارتباط حياتي بين ثقافتين مختلفتين

مع مرور السنين، أصبحت هذه القصة رمزاً للتواصل بين الثقافات، حيث جمع الزواج بين عالمين متنوعين تماماً. بعد تقاعد القعطبي المبكر، بدأ يقسم وقته بين السعودية والبلد الذي التقى فيه بزوجته، مما سمح لهما ببناء حياة متوازنة تجمع بين التقاليد السعودية والعادات الأرجنتينية. هذا الارتباط لم يكن مجرد قصة شخصية، بل يعكس كيف يمكن للإيمان الإسلامي أن يكون جسراً لبناء روابط قوية عابرة للحدود. على سبيل المثال، ساهمت زوجة القعطبي في تعزيز فهم الثقافة الأرجنتينية داخل الأسرة، من خلال مشاركتها في الأعياد والمأكولات التقليدية، بينما تعلمت بدورها تقاليد الضيافة السعودية والاحتفاء بالأعياد الإسلامية.

هذا الزواج لم يقتصر على الجانب الرومانسي، بل امتد إلى التأثير على حياة العائلة والمجتمع. على مدار السبعة عشر عاماً التي قضتها في السعودية، ساهمت الزوجة في تعزيز قيم التسامح والتآلف الثقافي، حيث كانت تروي قصصاً عن تجربتها في اعتناق الإسلام، مما ألهم الآخرين. الآن، مع تنقل القعطبي بين البلدين، يستمر هذا الارتباط في تطويره، حيث يمثل نموذجاً لكيفية دمج الهويات المختلفة في حياة واحدة. في النهاية، تظل هذه القصة دليلاً على أن الصدفة يمكن أن تكون بداية لعلاقات دائمة، تجمع بين الإيمان والحب في عالم متغير.