هآرتس: سباق الاتفاق النووي مع إيران أو الحرب يعتمد على السعودية

يعاني الجدول الزمني للاتفاق النووي مع إيران من ضغوط شديدة، حيث يتقلص الوقت المحدد من الرئيس الأمريكي المعني، مما يعزز الدور الدبلوماسي في المنطقة. تشير التقارير إلى أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران تقدمت بشكل ملحوظ، رغم تأجيل الاجتماعات الأخيرة لأسباب تتجاوز اللوجستيات السطحية، مثل الخلافات حول بنود الاتفاق.

الاتفاق النووي الإيراني: تحديات التوقيع والمفاوضات

مع اقتراب المواعيد النهائية، يبرز الجدل حول بنود الاتفاق النووي مع إيران، حيث تركز المحادثات على جوانب فنية حاسمة مثل حدود تخصيب اليورانيوم، إزالة المواد المخصبة الزائدة، وعدد أجهزة الطرد المركزي المسموح بها. هذه المفاوضات، التي تشمل أيضًا آليات الإشراف الدولي ورفع العقوبات، تُعد الأكثر تعقيدًا، وتتطلب توازنًا بين مخاوف الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، ومطالب إيران ببرنامج نووي سلمي من جهة أخرى. على سبيل المثال، أعلن الرئيس الأمريكي رفضه لأي إمكانية لإيران في الحصول على أسلحة نووية، بينما تؤكد طهران على حقها في استخدامات سلمية، مدعومة بتصريحات سابقة من مبعوثين أمريكيين. رغم ذلك، يظل الموقف النهائي غير واضح، خاصة مع الضغوط الإقليمية من دول مثل السعودية، التي تطالب باستقرار المنطقة وتدعم المفاوضات لتجنب حرب جديدة. في هذا السياق، كشفت زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران عن تحول في العلاقات، حيث يبدو أن الرياض تسعى للدورية في التوسط بين الأطراف، مما يعكس تغييرًا في المواقف مقارنة بموقفها عام 2015.

بالإضافة إلى ذلك، تشارك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في صياغة الاتفاق لضمان فعاليته، مع التركيز على آليات التحقق والوفاء بالالتزامات. هذا النهج يهدف إلى تجنب أخطاء الاتفاق السابق، الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2018، ويبرز أهمية ضمانات واضحة للجميع. من ناحية إيران، تتحرك الحكومة بعناية لتجنب الاعتماد على وعود غير مضمونة، خاصة مع تهديدات محتملة من الجانب الأمريكي، مما يجعل الدعم من الأطراف الإقليمية، مثل السعودية والإمارات، حاسمًا لنجاح المفاوضات.

التفاوض النووي: فرص السلام والاستقرار

في ظل هذه التطورات، يمثل التفاوض النووي فرصة لتحقيق استقرار إقليمي حقيقي، رغم التحديات الكبيرة. الجوانب الاقتصادية تلعب دورًا رئيسيًا، حيث تتطلع دول مثل المملكة العربية السعودية إلى استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة، مما يجعلها تتجنب أي صدام قد يعطل هذه الصفقات. على سبيل المثال، زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى طهران أكدت على دعم المفاوضات، مقترحة حتى دورًا في تسهيل الحوار بين إيران والولايات المتحدة. هذا التحول يعكس مفارقة إقليمية، حيث أصبح المنافس التقليدي لإيران جزءًا من الحل بدلاً من الإشكال. في المقابل، يواجه فريق المفاوضين الأمريكي تحديات في الخبرة، مما يدفع نحو التعاون مع الوكالة الدولية لضمان اتفاق يمنع تطوير الأسلحة النووية دون تعطيل الاستخدامات السلمية. مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض، يتزايد الضغط لصياغة مسودة نهائية، مما يعزز آمال السلام في المنطقة رغم التعقيدات.

أخيرًا، يرتبط مستقبل الاتفاق النووي بقدرة الأطراف على التوفيق بين المصالح، مع التركيز على آليات شفافة تضمن عدم اندلاع نزاعات جديدة. هذا الانسجام يمكن أن يؤدي إلى تحالفات اقتصادية وأمنية أقوى، مما يعزز الاستقرار في الشرق الأوسط ويقلل من مخاطر الصراعات العسكرية، وهو ما يتطلب جهودًا مستمرة من جميع المتورطين.