في مثل هذا اليوم: محمد صلاح يلمع في الدوري الإيجيبي بقميص المقاولون العرب

يوميًا، يذكرنا التاريخ بقصص نجاح مشوقة، خاصة في عالم كرة القدم، حيث يبرز اسم محمد صلاح كقدوة للشباب المصري. من بدايات متواضعة في الدوري المصري إلى أعلى منصات العالم، يمثل صلاح نموذجًا للإصرار والتميز، حيث كان يوم 3 مايو 2010 نقطة تحول في مسيرته، عندما شارك لأول مرة كلاعب شاب في الثامنة عشرة من عمره، مقدمًا أداءً إيجابيًا في مباراة انتهت بالتعادل.

محمد صلاح والدوري المصري: بوادر النجومية

في تلك المباراة التاريخية أمام نادي المنصورة، ارتدى صلاح قميص نادي المقاولون العرب، حيث بدأ رحلته الكروية كلاعب ناشئ في هذا النادي. كان ذلك مجرد البداية لمسيرة استثنائية، حيث تطور سريعًا ليصبح لاعبًا أساسيًا في الموسم التالي. سجل صلاح أول أهدافه الرسمية في 25 ديسمبر 2010، خلال مباراة أمام النادي الأهلي، لتنتهي بالتعادل 1-1. هذه الفترة كانت حجر الأساس لبناء مهاراته، مما أدى إلى انتقاله إلى نادي بازل السويسري، ثم تحقيق قفزات كبيرة نحو أوروبا، حيث أصبح أحد أبرز نجوم ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر. مسيرته تشمل تحقيق أرقام قياسية في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث قاد فريقه للفوز باللقب للمرة الـ20 في تاريخه، مساواةً مع رقم مانشستر يونايتد، معادلة عظيمة أبرزت غزارة أهدافه وتأثيره على المستوى العالمي.

نجم منتخب مصر وسعي للتتويج العالمي

مع استمرار صعود محمد صلاح، يظهر الآن كمنافس قوي في عالم الجوائز الفردية، حيث احتل المركز الخامس في قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2025. هذا الإنجاز يعكس تأثيره البارز في موسم حافل، حيث ساهم بشكل كبير في فوز ليفربول بالدوري الإنجليزي تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلويت. ومع ذلك، يُشار إلى أن الخروج المبكر لفريقه من دوري أبطال أوروبا قد يؤثر على حظوظه في الفوز بالجائزة، إلا أن صلاح يظل مرشحًا قويًا بفضل أدائه الاستثنائي. في هذه القائمة، تفوق على نجوم كبار مثل كيليان مبابي وفينسيوس جونيور من ريال مدريد، وهاري كين من بايرن ميونخ، وبوكايو ساكا من أرسنال، مما يبرز قيمته كلاعب متعدد المواهب.

في السياق العالمي، سيطر ثلاثي برشلونة رافينيا ولامين يامال وروبرت ليفاندوفسكي على المراكز الثلاثة الأولى، مع عثمان ديمبلي من باريس سان جيرمان في المركز الرابع، لكن صلاح تميز بفضل مساهماته في تحقيق البطولات وكسبه لقب الدوري الإنجليزي. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم، بل شهادة على جهوده في خلق الأهداف وتحقيق التوازن بين اللعب الفردي والفريقي. مع اقتراب الموسم من نهايته، من المتوقع أن يحصد صلاح العديد من الجوائز الفردية، مدعومًا بأرقامه القياسية التي تجاوزت التوقعات، مما يجعله رمزًا للرياضة المصرية والعربية.

مسيرة صلاح تذكرنا بأن النجاح يأتي من الصبر والعمل الدؤوب، فقد تحول من لاعب شاب في الدوري المحلي إلى نجم عالمي يلهم ملايين. في ليفربول، لم يقتصر دوره على تسجيل الأهداف، بل امتد إلى قيادة الفريق نحو المنصات، حيث ساهم في تعزيز سمعة الدوري الإنجليزي كأقوى بطولات العالم. هذا الارتقاء يعكس التطور الذي شهده كرة القدم المصرية، مع صلاح كواجهة لها، مما يجعل قصته مصدر إلهام للأجيال الجديدة. في الختام، يبقى صلاح مثالًا حيًا على أن الإصرار يمكن أن يحول الأحلام إلى واقع، خاصة مع استمرار سعيه للمنافسة على أعلى الجوائز العالمية.