قامت رائدتا الفضاء التابعتان لناسا، آن ماكلين ونيكول آيرز، بتنفيذ مهمة تاريخية ضمن طاقم بعثة 73، حيث أصبحت هذه المهمة خامس رحلة سير فضائية نسائية بالكامل في سجل استكشاف الفضاء. خلال هذه الرحلة، ركزتا على نقل الأدوات والمعدات اللازمة لتجهيز محطة الفضاء الدولية بمجموعة جديدة من الألواح الشمسية، مما يعكس تطور التقنيات الفضائية والجهود المستمرة لتعزيز كفاءة الطاقة في البيئة الفضائية. استغرقت المهمة حوالي 5 ساعات و44 دقيقة، حيث بدأتا العمل بعد دخول غرفة معادلة الضغط، ونجحتا في أداء معظم المهام المخططة رغم بعض التأخيرات التي أدت إلى تأجيل بعض الجوانب إلى رحلات لاحقة.
رواد ناسا يجهزون محطة الفضاء لعصر الطاقة الشمسية المتقدمة
في هذه المهمة، نقلت ماكلين وآيرز الأدوات إلى جانب أيسر هيكل محطة الفضاء الدولية، حيث ركزتا على تجميع المعدات اللازمة لتركيب الزوج السابع من مصفوفات الطاقة الشمسية الجديدة، المعروفة باسم IROSA. هذه المصفوفات تمثل خطوة كبيرة في تحسين القدرات التشغيلية للمحطة، حيث إنها أصغر حجمًا وأكثر كفاءة من نظيراتها السابقة. سيتم نقلها عبر مركبة إمداد تجارية من سبيس إكس، وهو ما من شأنه أن يعزز التعاون بين الوكالات الحكومية والشركات الخاصة في مجال الفضاء. على الرغم من أن المهمة كانت مليئة بالتحديات مثل الالتزام بجدول زمني ضيق والإدارة الدقيقة للموارد، إلا أن الرائدتين أنهيتا المهام الأساسية بكفاءة عالية، مما يؤكد على أهمية التدريب الشامل والتخطيط الدقيق في مثل هذه العمليات.
رائدات الفضاء يعززن الطاقة المستدامة في المحطة الدولية
مع تطور تقنيات الطاقة الشمسية، ستساهم المصفوفات الجديدة في زيادة قدرة توليد الكهرباء بنسبة تصل إلى 30%، مما يرفع الإجمالي المتاح من 160 إلى 215 كيلوواط. هذا التحسين ليس مجرد خطوة فنية بل يدعم أيضًا المهام العلمية المستقبلية في محطة الفضاء، حيث سيسمح بتشغيل أدوات بحثية أكثر تعقيدًا ودعم الحياة للطواقم المتزايدة. في أثناء المهمة، قامت آيرز بتوصيل كابل لتحويل الطاقة بين قطاعات المحطة، مما يضمن توزيع الطاقة بكفاءة بين الجوانب الأمريكية والروسية، بينما عملت ماكلين على فك غطاء لحماية ضد الحطام الفضائي لتسهيل العمليات المستقبلية. هذه الجهود تبرز دور النساء في ريادة الفضاء، حيث أصبحت هذه المهمة جزءًا من سلسلة من الإنجازات التي تثبت قدرة الفرق النسائية على مواجهة التحديات الشديدة. كما أنها تعكس التزام ناسا بتطوير التقنيات المستدامة لضمان استمرارية المحطة كمنصة رئيسية للأبحاث العلمية والتجارب التكنولوجية. في الختام، يمثل هذا العمل نقلة نوعية نحو مستقبل أكثر استدامة في استكشاف الفضاء، مع التركيز على الكفاءة الطاقية التي ستدعم الرحلات الطويلة المستقبلية، بما في ذلك المغامرات نحو القمر والمريخ.
تعليقات