دراسة حديثة كشفت عن سر مثير يتعلق بطقس كوكب المشتري، حيث تكشف عن دور العواصف الرعدية العاتية في اختفاء كميات كبيرة من الأمونيا في طبقات الغلاف الجوي العليا. هذه العواصف تخلق كرات من البرد الضخمة، تُعرف بـ”الموشبولز”، والتي تشكل مزيجًا فريدًا من الأمونيا والجليد المائي. هذه الكرات تساعد في نقل هذه العناصر إلى أعماق الغلاف الجوي، مما يفسر الغموض الذي عانى منه العلماء لسنوات في فهم حركة الغازات في الكوكب الأكبر في المجموعة الشمسية.
سر اختفاء الأمونيا في عواصف المشتري
في السابق، كان يُعتقد أن غلاف المشتري الجوي يتجانس تمامًا مثل ماء يغلي، مما يعني اختلاطًا كاملًا لمكوناته. ومع ذلك، البيانات الجديدة من عاصفة هائلة تم رصدها عام 2017 بواسطة بعثة فضائية أظهرت أن العواصف المحلية قادرة على دفع الأمونيا إلى أعماق غير متوقعة، مما يعيد تشكيل فهمنا لهذا الكوكب الغازي. يؤكد الباحثون الرئيسيون أن الطبقة العليا من الغلاف الجوي لا تعكس ديناميكيات الكوكب بأكمله، بل إن الاختلاط الحقيقي يحدث في أعماق أكبر بكثير مما كان معروفًا سابقًا. هذه الاكتشافات تُعزز من أهمية دراسة تلك العواصف لفهم آليات الطقس في الكواكب الخارجية.
غموض فقدان الأمونيا
بسبب الغيوم الكثيفة التي تغطي سطح المشتري وتحجب الرؤية، يُعتبر الأمونيا كاشفًا حاسمًا لكشف الأنشطة الديناميكية في الطبقات السفلية. اقترح العلماء مؤخرًا أن العواصف القوية ترفع جزيئات جليدية غنية بالأمونيا إلى الارتفاعات العليا، حيث تتجمع مع الجليد المائي لتشكل الموشبولز. مع نمو هذه الكرات وزيادة وزنها، تهبط مرة أخرى نحو الأعماق، مما يؤدي إلى استنزاف الأمونيا والماء من الطبقات العليا. هذا الاكتشاف يتوافق مع الملاحظات من بعثات الفضاء، حيث تم اكتشاف تركيزات غير متوقعة لهذه العناصر في أعماق الكوكب. على سبيل المثال، خلال مراقبة لمنطقة عاصفة في عام 2017، تم الكشف عن إشارات تشير إلى وجود كميات كبيرة من الأمونيا والماء تحت السطح، مما يدعم هذه النظرية.
هذه الظاهرة ليست مقتصرة على المشتري وحده، حيث يعتقد الباحثون أنها قد تكون شائعة بين الكواكب الغازية الأخرى في الكون، بل ربما في الكواكب حديثة التكوين. يشكل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أفضل لكيفية عمل الطقس في الكواكب الخارجية، حيث يساعد في تفسير كيفية نقل المواد داخل هذه الأجواء الضخمة. بالإضافة إلى ذلك، يفتح الباب لدراسات مستقبلية حول كيفية تأثير هذه العمليات على تطور الكواكب، مما قد يقدم رؤى حول تكوين الكواكب في أنظمة شمسية أخرى. من خلال هذه الدراسة، يصبح واضحًا كم أن الكواكب الغازية مثل المشتري مليئة بالعمليات المعقدة التي تتحكم في توازناتها البيئية، وكيف أن الأمونيا تلعب دورًا رئيسيًا في هذه الديناميكيات. في نهاية المطاف، يعزز مثل هذا البحث جهودنا لاستكشاف الكون وفهم الأسرار التي تكمن في أعماقه.
تعليقات