كشف مذهل: صورة تكشف أول ظاهرة كونية.. 1000 نجم يفلت من مجرته بسرعة فائقة

كشفت صورة فلكية حديثة عن ظاهرة كونية مذهلة، حيث تتفكك مجموعة من أكثر من ألف نجم حديث الولادة وتتجه في اتجاهات منفصلة بسرعة غير مسبوقة. هذه الظاهرة، التي تم رصدها لأول مرة، تشير إلى انفصال نجمي يحدث في وقت قياسي مقارنة بما هو معتاد، مما يعيد تشكيل فهمنا لتطور العناقيد النجمية. عادةً، يستغرق تفكك مثل هذه التجمعات مئات الملايين من السنين، بفعل التفاعلات الجاذبية بين النجوم والأجسام السماوية الأخرى. ومع ذلك، هذا العنقود الشاب، الذي يبلغ عمره حوالي 20 مليون عام فقط، يظهر سلوكًا مختلفًا تمامًا، حيث يتسارع انفصال نجومه بشكل سريع وبدون التماسك المتوقع.

ظاهرة كونية: ألف نجم يهرب من موطنه

في هذا الاكتشاف، الذي اعتمد على بيانات دقيقة من مراقبة الفضاء، تبين أن النجوم في هذا العنقود تتحرك بتشتت سرعة عالي جدًا، مما يجعلها غير قادرة على البقاء متماسكة. يُعتقد أن السحب الجزيئية الباردة التي تولد النجوم تحميها عادةً بطاقة منخفضة، مما يبقي سرعاتها متقاربة ويسمح للجاذبية بالحفاظ على التماسك لفترة أطول. ومع ذلك، في حالة هذا العنقود، الذي يُعرف باسم “أوفيون”، يتجاوز تشتت السرعات هذه الحدود، مما يؤدي إلى انتشار النجوم عبر المجرة بشكل عشوائي وغير مترابط. هذا الأمر يثير الدهشة بين علماء الفلك، حيث يحدث في فترة زمنية قصيرة للغاية مقارنة بالعناقيد النجمية الأخرى، مثل عنقود الثريا الذي يبلغ عمره 100 مليون عام، أو عنقود خلية النحل الذي يصل عمره إلى 600 مليون عام. قاد العالم ديلان هوسون دراسة هذه الظاهرة، مؤكدًا أن هذا العنقود ليس مشابهًا لأي من العائلات النجمية السابقة، مما يجعله لغزًا يتحدى قوانين التكون الكونية.

انفصال نجمي غير معتاد

يمكن أن يكون هذا الانفصال السريع نتيجة لتأثيرات خارجية غير مفهومة تمامًا، مثل تأثير قوى الجذب من أجسام سماوية عابرة أو اضطرابات في السحب الغازية الأولية. وفقًا للمحللين، فإن سرعة النجوم في هذا العنقود تجعل من غير الممكن أن تبقى مرتبطة، حيث قد تتوزع هذه النجوم عبر المجرة في غضون ملايين قليلة من السنين فقط. أكدت الباحثة مارينا كونكل، عضوة في الفريق، أن هذا السلوك الفريد يمثل تحديًا لنماذجنا الحالية حول كيفية تطور العناقيد النجمية. في السابق، كان يُعتقد أن النجوم الشابة تتشكل في بيئات مستقرة نسبيًا، حيث تسيطر الجاذبية على حركتها لفترات طويلة. لكن هنا، يبدو أن شيئًا ما قد أعطى هذه النجوم دفعة إضافية، مما يجعلها تنطلق بعيدًا في مسارات متفرقة. هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا جديدة لدراسة ديناميكيات الكون، خاصة في فهم كيفية تأثير الظروف البيئية على تكون النجوم.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا الحدث دليلاً على تنوع الظواهر الكونية، حيث قد يكون ناتجًا عن تفاعلات غير متوقعة في السحب الغازية العملاقة. على سبيل المثال، إذا كانت هناك اندفاعات من الطاقة أو التدفقات الكونية، فقد تؤدي إلى زيادة الطاقة الحركية للنجوم، مما يسرع من عملية الانفصال. هذا يعني أن دراسة مثل هذه الظواهر يمكن أن تساعد في توضيح آليات تطور المجرات ككل، وكيفية انتشار النجوم عبر الفضاء. مع استمرار البحث، من المتوقع أن تكشف المزيد من البيانات عن الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، مما يعزز معرفتنا بالكون الواسع. في النهاية، يمثل هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم الديناميكيات النجمية، ويذكرنا بأن الكون مملوء بالمفاجآت التي تقلب توقعاتنا.