الشيخ منصور بن زايد يبحث مع وزير المالية السوري تعزيز التعاون الثنائي بين الإمارات ودمشق

أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 مارس 2023

في خطوة تعكس التزام الإمارات العربية المتحدة بالتعاون الدولي والإقليمي، عقد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء ووزير الرئاسة في الإمارات، اجتماعًا هامًا مع الدكتور نهاد المشلح، وزير المالية السوري. التقى الطرفان في أبو ظبي لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، مع التركيز الرئيسي على المجالات الاقتصادية والمالية.

خلفية الاجتماع وأهدافه

يأتي هذا اللقاء في ظل الجهود الدولية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، خاصة بعد التحديات التي واجهتها سوريا في السنوات الأخيرة. وفقًا للبيان الصادر عن مكتب الشيخ منصور، ركز الاجتماع على تحسين العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ودمشق، مع النظر في فرص الشراكة المشتركة التي تستهدف دعم النمو الاقتصادي المستدام.

قال الشيخ منصور بن زايد في تصريحاته: "نحن ملتزمون بتعزيز الروابط مع الدول الشقيقة، وبناء شراكات تقوم على أسس قوية من الثقة والتعاون الثنائي. هذا الاجتماع يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون في مجالي الاقتصاد والمالية، مما يسهم في تحقيق المنفعة المتبادلة لشعبي البلدين".

من جانبه، أكد الوزير المالي السوري، الدكتور نهاد المشلح، على أهمية هذا اللقاء في تعزيز الاقتصاد السوري، قائلاً: "سوريا تتطلع إلى تعزيز التعاون مع الإمارات في مجالات الاستثمار والتجارة، حيث يمكن أن تسهم مثل هذه الشراكات في إعادة إحياء الاقتصاد الوطني وتعزيز الإصلاحات المالية".

المواضيع الرئيسية للمناقشة

خلال الاجتماع، تمت مناقشة عدة محاور رئيسية، بما في ذلك:

• التجارة والاستثمارات: تم التركيز على زيادة الحجم التجاري بين البلدين، حيث يبلغ حجم التجارة الحالي بين الإمارات وسوريا ملايين الدولارات سنويًا. الطرفان بحثا إمكانية تسهيل الاستثمارات الإماراتية في قطاعات سورية مثل الطاقة، البنية التحتية، والزراعة، مع الالتزام بمعايير الشفافية والاستدامة.

• الإصلاحات المالية: تم استعراض آليات التعاون في مجال الإصلاحات المالية، بما في ذلك تبادل الخبرات في إدارة الديون العامة وتطوير النظم المصرفية. الإمارات، بكونها مركزًا ماليًا عالميًا، قدمت عروضًا لمساعدة سوريا في تنفيذ برامج تطويرية تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية.

• التعاون الإقليمي: على هامش الاجتماع، ناقش الطرفان أيضًا التعاون في مجالات أخرى مثل مكافحة الجرائم المالية والتبادل التكنولوجي، مع النظر في كيفية دعم جهود السلام الإقليمي من خلال الروابط الاقتصادية.

كما تم التأكيد على أهمية بناء جسر من الثقة بين الإمارات وسوريا، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. هذا الاجتماع يأتي كجزء من سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية التي تسعى الإمارات لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

أهمية التعاون الثنائي

يعكس هذا الاجتماع التزام الإمارات بسياسة خارجية متوازنة، حيث تركز على بناء جسور التعاون مع الدول الشقيقة رغم التحديات. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الإمارات وسوريا تطورًا إيجابيًا، خاصة في مجال الاقتصاد، حيث أصبحت الإمارات واحدة من أكبر المستثمرين العرب في سوريا بعد الاستقرار النسبي.

من المتوقع أن يؤدي هذا اللقاء إلى توقيع اتفاقيات جديدة في المستقبل القريب، مما يعزز من الروابط الاقتصادية ويساهم في تعزيز الأمن الاقتصادي للمنطقة بأكملها. في ختام الاجتماع، أعرب كلا الجانبين عن تفاؤلهم بمستقبل الشراكة، مؤكدين على أن التعاون الثنائي يمكن أن يكون مفتاحًا للتنمية المشتركة.

في الختام، يُعتبر اجتماع الشيخ منصور بن زايد مع الوزير المالي السوري خطوة نوعية نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، ويؤكد على دور الإمارات كقوة إقليمية فاعلة في تعزيز السلام والازدهار. سيتم متابعة التطورات في هذا الملف لمعرفة كيفية تأثير هذا التعاون على المنطقة العربية ككل.