الوزير اللبناني يوسف رجي يمثل جوهر السياسة اللبنانية في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية، حيث يسلط حواره الأول مع صحيفة عكاظ الضوء على رؤيته للعلاقات مع السعودية وسوريا في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد. يبرز رجي كشخصية دبلوماسية تركز على استعادة السيادة اللبنانية، مع تأكيد على دور المملكة العربية السعودية كحليف أساسي للشعب اللبناني.
يوسف رجي: رمز جديد للسياسة اللبنانية
في هذا الحوار الصريح، يؤكد رجي أن السعودية كانت دائمًا سندًا للبنان، خاصة في المراحل الصعبة، مشيرًا إلى أن الأخطاء السابقة من قبل بعض الفرقاء اللبنانيين أدت إلى استياء الدول الخليجية. يرى الوزير أن العهد الجديد في لبنان يسعى لتطوير العلاقات مع السعودية، حيث شكلت زيارة الرئيس اللبناني إلى المملكة خطوة فاصلة لتعزيز التبادل التجاري والسياحي. كما يشدد على أهمية دعم السعودية لاستقرار لبنان، معتبرًا إياها الدولة الأكثر موثوقية في هذا الصدد.
الرؤية الدبلوماسية للبنان
مع سقوط نظام الأسد، يرى رجي أن لبنان يدخل حقبة جديدة تجنح نحو الاستقلال والسيادة التامة. يتناول التحديات مثل انسحاب إسرائيل، ترسيم الحدود مع سوريا، وعودة اللاجئين السوريين، معتبرًا أن حظر السلاح أمر أساسي لحماية أمن البلاد. في سياق العلاقات مع سوريا الجديدة، يصف زيارته إلى دمشق كخطوة تاريخية، حيث لاحظ تغييرًا في التعامل مع لبنان كدولة مستقلة. يرى أن النظام السوري الحالي يتجه نحو بناء دولة قانون تعيش فيها جميع المكونات في سلام، ويشير إلى مناقشاته مع الرئيس أحمد الشرع حول ملفات حيوية مثل الحدود وعودة النازحين.
في تفاصيل أكثر، يؤكد رجي أن لبنان يسعى لتعزيز الدبلوماسية مع سوريا، بما في ذلك تعيين سفير قريبًا، مع التركيز على مكافحة التهريب والتأكيد على أن أمن سوريا يؤثر مباشرة على استقرار لبنان. كما يناقش الملف الفلسطيني، مشددًا على ضرورة حظر السلاح خارج إطار الدولة، مع التعاون مع السلطة الفلسطينية لتجنب تكرار أخطاء الماضي. يؤكد الوزير أن لبنان ملتزم بالقضية الفلسطينية ضمن إطار الجامعة العربية، لكنه يرفض أي تدخلات تهدد سلامته الداخلي.
بشكل عام، يرى رجي أن التحديات الاقتصادية والأمنية في لبنان تتطلب دعمًا دوليًا، خاصة من السعودية والولايات المتحدة، لتحقيق الإصلاحات اللازمة. يبرز أن العلاقات مع الجيران يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل، مع تجاوز الإرث المؤلم من حقبة الأسد، لصالح مستقبل يعتمد على السلم والاستقرار. هذا النهج الدبلوماسي الجديد يعكس إرادة لبنان في استعادة دوره الإقليمي، مع التركيز على بناء اقتصاد قوي وتجنب الفتن.
تعليقات