السعودية وبريطانيا تقودان حملة مكافحة الكوليرا في اليمن بـ10 ملايين دولار

في ظل الجهود الدولية لمكافحة تفشي الكوليرا في اليمن، الذي يمثل تحدياً إنسانياً كبيراً، قام المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، د. عبدالله الربيعة، بتوقيع بيان مشترك مع وزيرة شؤون التنمية الدولية في بريطانيا، جيني تشابمان. هذا التوقيع، الذي حدث خلال زيارة رسمية إلى لندن، يهدف إلى توسيع نطاق الاستجابة للأزمة الصحية في جميع أنحاء اليمن، حيث سيغطي دعماً يستفيد منه حوالي 3.5 مليون شخص. يعكس هذا الاتفاق الالتزام المشترك بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا في تقديم الدعم الطارئ لمواجهة الأمراض المعدية، مع التركيز على تحسين الخدمات الصحية والوقائية في المناطق الأكثر تضرراً.

مواجهة تفشي الكوليرا في اليمن

يبرز هذا الاتفاق الجديد جهوداً مكثفة لتعزيز الاستجابة الصحية، حيث يقدم مركز الملك سلمان للإغاثة مبلغاً يصل إلى 5 ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية، في حين يساهم الجانب البريطاني بمبلغ مماثل لصالح منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”. هذه المساهمات المالية تأتي لملء الفجوة التمويلية التي أشارت إليها منظمة الصحة العالمية، والتي تبلغ نحو 20 مليون دولار، مما يساعد في الحد من انتشار المرض وتقليل وفياته. اليمن يعاني من عبء كبير على المستوى العالمي، حيث شهد انتشاراً مستمراً للكوليرا على مدار سنوات عديدة، وفقاً لتقارير رسمية تشير إلى أن الفترة بين عامي 2017 و2020 شهدت أكبر فاشية للمرض في التاريخ الحديث. من خلال هذا الدعم، يتم تعزيز البرنامج الطارئ للاستجابة، الذي يشمل تدخلات متعددة من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في المحافظات الأكثر عرضة للخطر، مثل توفير المياه النظيفة والصرف الصحي، إلى جانب الوقاية من العدوى والرعاية الطبية الفورية.

دعم الجهود لمكافحة انتشار الكوليرا

كجزء من الإعلان المشترك بين السعودية وبريطانيا، يركز الدعم على دعم عمل منظمة الصحة العالمية في جوانب متعددة، بما في ذلك القيادة والتنسيق للاستجابة، إضافة إلى تعزيز المراقبة والمختبرات وفرق الاستجابة السريعة. كما يشمل تمويل إدارة الحالات ومكافحة العدوى، بالإضافة إلى برامج المياه والصرف الصحي والنظافة، التي تعتبر أساسية للحد من الإسهال المائي الحاد. من جانبها، تقدم اليونيسيف، بدعم من المانحين البريطانيين، خدمات تهدف إلى تحسين الوضع الصحي في المناطق الأكثر تلوثاً، مثل توفير الموارد اللازمة للأنشطة الوقائية والتعليمية للمجتمعات المحلية. هذه الجهود تأتي ضمن الإطار الإغاثي الواسع الذي تقوده المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان، لمساعدة الفئات الأكثر تضرراً في اليمن وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للسكان. وفقاً لأحدث التقارير الدولية، فقد بلغ إجمالي الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا حوالي 249,900 حالة، مع تسجيل أكثر من 861 وفاة مرتبطة بالمرض، مما يؤكد الحاجة الملحة لزيادة الدعم. هذا التعاون يعكس التزاماً دولياً متزايداً لمواجهة التحديات الصحية في اليمن، حيث يساهم في بناء قدرات محلية أكبر للتصدي لمثل هذه الأزمات مستقبلاً، مع التركيز على الوقاية والتدخل السريع لتقليل الآثار الإنسانية. بهذا الشكل، يتم دعم الجهود الشاملة لتحقيق استقرار أفضل في مجال الصحة العامة، مما يساعد في تعزيز السلامة والأمان للمواطنين اليمنيين.