معرض أبوظبي الدولي للكتاب يحتضن لوحتين حطمتا رقمين قياسيين عالميين
مقدمة: احتفال بالفن والكلمة في قلب الإمارات
في إطار الاحتفاء بالثقافة والإبداع، يُعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب أحد أبرز المنصات الثقافية في المنطقة، حيث يجمع بين عشاق الكتب والفنانين من مختلف أنحاء العالم. وفي إصدارته الأخيرة، التي انعقدت في مدينة أبوظبي الزاهية، شهد المعرض حدثًا استثنائيًا عندما احتضن لوحتين فنيتين حطمتا رقمين قياسيين عالميين، مسجلتين في سجلات غينيس للأرقام القياسية. هذا الحدث لم يعكس فقط التنوع الثقافي للمعرض، بل أكد على التقارب بين الفن البصري والكلمة المكتوبة، مما يجعل هذه الإصدارة من أكثر الإصدارات تميزًا في تاريخ المعرض.
اللوحتان الرائعتان: تفاصيل الإنجاز
أولى اللوحتين هي "ملحمة الإبداع"، وهي لوحة عملاقة بقياس 10 أمتار في 5 أمتار، حطمت الرقم القياسي لأكبر لوحة فنية مرسومة يدويًا في العالم. صممها الفنان الإماراتي المعروف، أحمد المهيري، الذي استلهم أفكاره من تراث الإمارات وتاريخها الغني. اللوحة، التي تجسد مزيجًا من الرسوم اليدوية التقليدية والعناصر الحديثة، استخدمت أكثر من 500 لون وأداة فنية متعددة، مما استغرق من الفنان أكثر من عامين من العمل الدؤوب. هذا الإنجاز لم يكن مجرد رقما قياسيًا، بل تمثل احتفاءً بالفن الإماراتي ودوره في تعزيز الهوية الثقافية.
أما اللوحة الثانية، المسماة "أحلام الكون"، فقد حطمت رقما قياسيًا آخر لأكبر لوحة تفاعلية رقمية في العالم. صممت هذه اللوحة بالتعاون بين فنان إسباني، خوان غارسيا، وفريق من المتخصصين في التكنولوجيا، وقد بلغ حجمها 15 مترًا مربعًا. تعتمد هذه اللوحة على تقنيات الواقع المعزز، حيث يمكن للزوار التفاعل معها عبر هواتفهم الذكية، مما يجعلها تجربة فنية حية وديناميكية. خلال المعرض، تجاوز عدد التفاعلات مع هذه اللوحة الـ50 ألف تفاعل، مما ساهم في تسجيلها رسميًا في سجلات غينيس. هذه اللوحة لفتت أنظار الزوار من مختلف الجنسيات، خاصة الشباب، الذين رأوا فيها نموذجًا لدمج الفن مع التكنولوجيا الحديثة.
يُذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يُنظم سنويًا من قبل هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، لم يكن في السابق مرتبطًا بشكل كبير بالفنون البصرية، لكنه في هذه الإصدارة قرر توسيع نطاقه ليشمل معارض فنية تشكيلية، مما أضاف بعداً جديداً إلى الحدث. وفقاً لمنظمي المعرض، فإن هذه اللوحتان تم اختيارهما بعناية لتمثيل الروابط بين الكتب والفن، حيث استلهمت كل لوحة من قصص وروايات أدبية شهيرة، مثل "ألف ليلة وليلة" للوحة الأولى، و"رحلات غوته" للوحة الثانية.
أثر الحدث على الساحة الثقافية
يُعتبر هذا الحدث دليلاً واضحًا على التطور الثقافي في الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبحت أبوظبي وجهة عالمية للفنون والأدب. بحسب إحصائيات المعرض، زاد عدد الزوار بنسبة 30% مقارنة بالإصدار السابق، محرزين إلى جانب اللوحتين، مما يعكس الجاذبية المتزايدة لهذه الأحداث. كما أن هذه الإنجازات ساهمت في تعزيز مكانة الإمارات كمركز ثقافي إقليمي، حيث يتم تشجيع الشباب على المشاركة في الإبداع الفني والأدبي.
في ظل التحديات التي يواجهها العالم الثقافي، مثل انتشار التكنولوجيا الرقمية، يبدو أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب قد نجح في دمج العناصر التقليدية مع الحديثة، مما يفتح أبوابًا جديدة للتعاون الدولي. الفنانون المشاركون أكدوا أن هذا الإنجاز لن يكون الأخير، حيث يخططون لعرض المزيد من الأعمال الفنية في الإصدارات القادمة.
خاتمة: رسالة إبداع وتسامح
في الختام، يمثل احتضان معرض أبوظبي الدولي للكتاب لهاتين اللوحتين خطوة نوعية نحو تعزيز الثقافة العالمية والمحلية. هذا الحدث ليس مجرد إنجاز شخصي للفنانين، بل هو انتصار للفن كلغة عالمية تجمع بين الشعوب. مع اقتراب الإصدارات المستقبلية، يبقى الأمل في أن يستمر المعرض في كسر المزيد من الرقام القياسية، مما يعزز من مكانة أبوظبي كعاصمة ثقافية نابضة بالحياة. إنها دعوة مفتوحة للجميع للانضمام إلى هذا الاحتفال بالإبداع والكلمة.
تعليقات