ليست أقل فخامة من قطط باريس.. كاتب سعودي يقترح استثمار القطط في جدة ويكشف خطة استفادة منها

قد أصبحت القطط المنتشرة في شوارع جدة ظاهرة يومية لافتة للانتباه، حيث تجول بحرية في الرصيف والحارات، محيطة بالمنازل والمحال التجارية وأجهزة الصراف الآلي. هذه الحيوانات، بأعدادها الغفيرة، تثير تساؤلات حول كيفية التعامل معها بشكل أكثر إيجابية ومستدامة، بدلاً من تركها تعاني من ظروف الشارع القاسية.

استثمار قطط جدة

في مقاله الشهير، يناقش الكاتب اقتراحاً جريئاً يركز على تحويل هذه القطط من عبء إلى مصدر للاستثمار الاقتصادي. يبدأ بتسليط الضوء على انتشار القطط السائبة في جميع أرجاء المدينة، حيث يراها في كل زاوية: فوق السيارات، بجانب صناديق النفايات، أمام المساجد والمدارس، أو حتى على الأسوار. يعبر عن حيرته في سؤال فلسفي: هل هم السكان الذين احتووا هذه القطط، أم أنها هي التي احتوتنا بطريقتها الخاصة؟ هذا السؤال يعكس الواقع اليومي في جدة، حيث تتفاعل القطط مع البشر بنوع من الثقة والاعتماد، سواء بطلب الطعام أو بالإشارة إلى رغبتها في الحياة بحرية. وفقاً للكاتب، فإن هذه القطط، رغم كثرتها، لم تعد تقوم بدورها التقليدي في مكافحة الآفات مثل الفئران، بل أصبحت تخافها وتهرب منها، مما يجعلها عالة على المدينة بدلاً من أن تكون مفيدة.

القطط الشاردة

من خلال هذه النظرة إلى القطط الشاردة كفرصة، يدعو الكاتب إلى تفكير خارج الصندوق، متجاوزاً النهج التقليدي الذي يركز على إهمالها أو محاولة التخلص منها. يقترح على أمانة جدة التفكير في عقد اتفاقيات مع شركات محلية متخصصة لجمع هذه القطط، مع إجراء العلاج اللازم إذا دعت الحاجة، ثم تهيئتها من خلال عمليات تنظيف وتجميل مشابهة لتلك المستخدمة في صيانة السيارات. بعد ذلك، يمكن بيع هذه القطط سواء محلياً أو دولياً، مما يحولها إلى مشروع استثماري مربح لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأمانة والشركات والقطط نفسها التي ستحظى بحياة أفضل. هذا الاقتراح ليس جديداً بالنسبة للكاتب، فهو يعترف بأنه قدم فكرة مشابهة في مطلع مسيرته الصحفية، لكنه واجه سخرية حادة آنذاك. الآن، مع تكرار الاقتراح، يؤكد أن الظروف الحالية تجعل هذه الفكرة أكثر جدوى، خاصة أن القطط في حالها الراهن ليس لها دور إيجابي في مكافحة الآفات وإنما تشكل عبئاً.

يختتم الكاتب مقاله بتأكيد على جودة قطط جدة، حيث يقارنها بأنواع القطط الشهيرة عالمياً. على سبيل المثال، يرى أن قطط جدة ليست أقل جمالاً من قطط سيام، ولا أقل رقة ودلالاً من قطط باريس، ولا أقل أناقة وأنوثة من قطط ميلانو التي يدفع الناس آلاف الدولارات لاقتنائها. الفرق الوحيد، حسب رأيه، هو نقص الانتشار والتسويق، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال استثمار منظم. هذا النهج لن يساعد فقط في تحسين حياة هذه الحيوانات، بل سيسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال إنشاء فرص عمل في مجالات الرعاية البيطرية، التربية، والتسويق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعزز هذا المشروع صورة جدة كمدينة إبداعية قادرة على استغلال مواردها المتاحة بطرق مبتكرة، مما يجعلها نموذجاً للتنمية المستدامة. في نهاية المطاف، يرى الكاتب أن استثمار القطط ليس مجرد فكرة تجارية، بل خطوة نحو تعزيز الوعي البيئي والاجتماعي، حيث يتم دمج الحيوانات في النسيج الحضري بشكل إيجابي، مما يقلل من المشكلات الناتجة عن انتشارها الغير متنظّم. بهذه الطريقة، يمكن لسكان جدة أن يشعروا بفخر لدورهم في تحويل تحدٍ يومي إلى فرصة ناجحة.