مرضى السكر يواجهون مخاطر كبيرة من أمراض القلب، حيث يُؤكد الخبراء على أن التركيز ليس فقط على ضبط مستويات السكر في الدم، بل أيضًا على حماية القلب من المضاعفات الفتاكة. في ظل التقدم الطبي، أصبح من الضروري اختيار أدوية آمنة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، مع الالتزام بإرشادات عالمية تؤكد على سلامة هذه الأدوية.
أهمية دراسة حالة مريض السكر
يشير الدكتور باسم ظريف، نائب عميد المعهد القومي للقلب، إلى أن مرضى السكر يتعرضون لمخاطر عالية من الوفاة بسبب أمراض القلب، مما يجعل دراسة حالتهم الشاملة أمرًا حيويًا قبل إجراء أي جراحات أو قساطر. في السابق، كان التركيز الرئيسي على خفض مستويات السكر، لكن هذا لم يمنع حدوث المضاعفات مثل أكسدة الدم والالتهابات التي تؤدي إلى مشكلات قلبية. الآن، مع ظهور أدوية حديثة، يتم التركيز على خيارات تقلل من هذه العوامل مع الحفاظ على سلامة القلب. على سبيل المثال، بعض الأدوية التي استخدمت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي سحبت من السوق بسبب تأثيرها السلبي، مما دفع إلى إصدار إرشادات عالمية في الألفينات من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية، تؤكد على ضرورة أدوية تخفض السكر دون المخاطرة بالقلب.
حماية القلب لمرضى الداء السكري
لتحقيق أفضل النتائج، يجب أن يشمل علاج مرضى الداء السكري استراتيجيات شاملة تحمي القلب، مثل استخدام أدوية جديدة تعمل على خفض الوزن أو تعزز إفراز السكر الزائد عبر الكلى، مع الحذر من استخدامها لمن يعانون من مشكلات كلوية. في السنوات الأخيرة، حدثت طفرة في العلاج، حيث ظهرت مجموعات أدوية تسيطر على عوامل مثل الالتهابات ونشاط الأكسدة، بالإضافة إلى السيطرة على الدهون والكوليسترول. من بين هذه، هناك أدوية قيد الدراسة ستُطرح بحلول عام 2026، تهدف إلى قطع الموصلات التي تثير الهرمونات المسببة للالتهابات، مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
أما فيما يتعلق بالإجراءات الطبية، فإن دراسة حالة المريض قبل الجراحات أو القساطر أمر أساسي لتحسين النتائج. يتضمن ذلك إجراء قسطرة تشخيصية باستخدام موجات صوتية داخل الشريان لتحديد حجم وقطر الشريان والتكلس، مما يساعد في اختيار الدعامة المناسبة وتجنب الضيق المحتمل لاحقًا. كما أن تحسين التقنيات المستخدمة في القسطرة، مع استخدام أدوية تخفض الكوليسترول، يعزز من فعالية العملية. على جانب آخر، يلعب نمط الحياة دورًا حاسمًا في حماية القلب، حيث يوصي الخبراء بتنظيم الغذاء وممارسة الرياضة بانتظام. بالنسبة للمرضى الذين يتمتعون باستقرار حالتهم، فإن الرياضة تعزز الصحة القلبية وتحمي من الجلطات، بينما يجب على الذين يتعافون من عمليات قلبية أو قساطر الامتناع عنها حتى يستعيدوا حالتهم الطبيعية.
أخيرًا، تظل النصائح الأساسية مثل عدم التدخين، اتباع نظام غذائي صحي، وضبط مستويات السكر في الدم حاجزًا أمام المضاعفات. ومع ارتفاع نسبة الإصابة بالسكر في مصر والدول العربية بسبب قلة النشاط البدني وانتشار الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، يصبح من الضروري تعزيز الوعي والتوعية لتقليل هذه المخاطر، مما يساهم في تحقيق حياة أكثر أمانًا لمرضى الداء السكري. بشكل عام، التركيز المتوازن بين العلاج الدوائي والعادات الصحية يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب، مما يعزز من جودة الحياة للأفراد المصابين.
تعليقات