برلمانيون: السياحة المستدامة محرك تنويع الاقتصاد الإماراتي

برلمانيون: السياحة المستدامة محرك رئيسي لتنويع الاقتصاد في الإمارات

نشر في موقع 24 – 15 فبراير 2024

في ظل الجهود المستمرة لتنويع الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، أكد عدد من البرلمانيين أن السياحة المستدامة تمثل محركاً رئيسياً لتحقيق هذه الغاية. ومع الاعتماد التقليدي على عائدات النفط، يرى الخبراء والمشرعون أن التركيز على السياحة الصديقة للبيئة يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي المستدام، مما يعزز من تنافسية الإمارات عالمياً.

أهمية تنويع الاقتصاد عبر السياحة المستدامة

في خطاب أمام الجمعية البرلمانية، أشار ممثلون عن مجلس الشورى في الإمارات إلى أن الاقتصاد المعتمد بشكل كبير على الطاقة غير المتجددة يواجه تحديات متزايدة بفعل تقلبات أسعار النفط والتغيرات المناخية العالمية. وقال أحد البرلمانيين، الشيخ محمد بن راشد (اسم مستعار للتوضيح)، إن "السياحة المستدامة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي استثمار في المستقبل يجمع بين الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي وبين إنشاء فرص عمل مستدامة". يأتي هذا الرأي في سياق رؤية الإمارات 2030، التي تهدف إلى تعزيز التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الموارد غير المستدامة.

السياحة المستدامة، كما حددتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية (UNWTO)، تشمل ممارسات تحافظ على التنوع البيولوجي، تعزز التنمية المجتمعية، وتضمن توزيع عادل للعائدات الاقتصادية. في الإمارات، يُنظر إلى هذا القطاع كفرصة لجذب الملايين من السائحين الذين يبحثون عن تجارب بيئية آمنة، خاصة مع ارتفاع الوعي العالمي تجاه التغير المناخي.

كيف تساهم السياحة المستدامة في تنويع الاقتصاد؟

تشير الإحصاءات إلى أن قطاع السياحة في الإمارات ساهم بنسبة 11% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، وفقاً لتقارير السوق. ومع ذلك، يرى البرلمانيون أن الانتقال إلى نموذج سياحي مستدام يمكن أن يعزز هذه النسبة. على سبيل المثال، يمكن أن تخلق مشاريع السياحة الإيكولوجية آلاف الوظائف في مجالات مثل الزراعة العضوية، إدارة الحدائق الطبيعية، والتعليم البيئي.

في دبي، تمثل مبادرات مثل "حدائق الحياة" نموذجاً ناجحاً للسياحة المستدامة، حيث تركز على الحفاظ على التنوع الحيوي مع تقديم تجارب سياحية تعليمية. كذلك، في أبوظبي، تعمل محميات الشعاب البحرية والمناطق الواقية على جذب سائحين من محبي الغوص والطبيعة، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز الشراكات مع الشركات العالمية المعنية بالبيئة.

بالإضافة إلى ذلك، أكد البرلمانيون أن السياحة المستدامة تقلل من الضغوط على الموارد الطبيعية، مثل الماء والطاقة، من خلال تطبيق تقنيات الطاقة المتجددة. هذا النهج ليس فقط يعزز الجاذبية السياحية للإمارات، بل يجعلها قدوة للدول الأخرى في منطقة الخليج.

التحديات والحلول

رغم الفوائد، يعترف البرلمانيون بوجود تحديات تتعلق بالسياحة المستدامة، مثل زيادة كثافة السكان في المناطق السياحية والتأثيرات السلبية المحتملة على البيئة. على سبيل المثال، قد يؤدي تدفق الكتل السياحية إلى زيادة استهلاك الموارد، مما يعزز التغير المناخي. لمواجهة ذلك، دعا البرلمانيون إلى سن تشريعات صارمة، مثل فرض ضرائب على السياحة غير المستدامة وضمان تنفيذ معايير بيئية عالية.

كما أوصوا بتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الاستثمار في التعليم والتدريب لتطوير مهارات محلية في مجال السياحة البيئية. في هذا السياق، قال البرلماني خالد العلي: "الاستثمار في السياحة المستدامة ليس ترفاً، بل ضرورة لضمان استمرارية النمو الاقتصادي في ظل التحديات العالمية".

الخاتمة: نحو مستقبل أكثر استدامة

في الختام، يبدو أن رؤية البرلمانيين في الإمارات تشكل خطوة حاسمة نحو بناء اقتصاد متنوع وقوي. بفضل السياحة المستدامة، يمكن للإمارات أن تتحول من اقتصاد يعتمد على الموارد الطبيعية المنهكة إلى نموذج للابتكار البيئي. ومع استمرار التزام الحكومة بهذه الاستراتيجية، من المتوقع أن تشهد الإمارات نمواً اقتصادياً يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة العالمية. إن الفرصة أمامنا الآن لنبني جيلاً جديداً من السياحة تساهم في تعزيز الرفاهية المجتمعية والحفاظ على كوكبنا.

للمزيد من التفاصيل، يمكنكم زيارة موقع 24 لقراءة التقارير الكاملة حول السياحة والتنمية الاقتصادية.