نمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي بنسبة 2.7%.. دفع قوي من الأنشطة غير النفطية

سجلت المملكة العربية السعودية نموًا إيجابيًا في اقتصادها خلال الربع الأول من عام 2025، مدعومًا بجهود التنويع الاقتصادي. أعلنت الهيئة العامة للإحصاء عن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، حيث كان الدافع الرئيسي هو الأنشطة غير النفطية. هذا التقدم يعكس التزام المملكة بتنفيذ رؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على القطاع النفطي وتعزيز القطاعات الأخرى مثل الخدمات والصناعات. مع استمرار التحول الاقتصادي، يظهر هذا النمو كدليل على التقدم نحو اقتصاد أكثر تنوعًا وقدرة على مواجهة التحديات العالمية.

نمو الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في الربع الأول من 2025

يعزز هذا النمو في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية الجهود الوطنية لتعزيز الاستدامة الاقتصادية. في الربع الأول من عام 2025، ساهمت الأنشطة غير النفطية بشكل كبير في هذا الارتفاع، مما يعكس النجاح في تنفيذ برامج التنويع. على سبيل المثال، شهدت القطاعات مثل السياحة والتجارة والتكنولوجيا نموًا ملحوظًا، بينما استمر القطاع النفطي في التكيف مع التغييرات السوقية. هذا الأداء يأتي بعد فترة قوية في الربع الرابع من 2024، حيث بلغ النمو 4.5%، وهو أعلى معدل نمو فصلي شهدته الاقتصاد السعودي في السنوات الأخيرة. بين عامي 2024 و2025، يبرز الارتفاع في الأنشطة غير النفطية كعنصر أساسي، حيث بلغت نسبة نموها 4.3% في عام 2024، مقابل انخفاض في الأنشطة النفطية بنسبة 4.5%. هذه النتائج تؤكد على فعالية الإصلاحات الاقتصادية في زيادة الكفاءة والابتكار، مما يدعم الهيكل الاقتصادي الشامل للمملكة.

تقدم الاقتصاد السعودي غير النفطي

مع التركيز على تنويع الاقتصاد، يظهر القطاع غير النفطي في السعودية علامات واضحة على التقدم المستدام. في الربع الأخير من عام 2024، سجل نموًا بنسبة 4.7%، وهو ما يتجاوز معدلات السنوات السابقة، حيث كان النمو 4.3% في الربع الثالث و4.2% في الربع الرابع من عام 2023. هذا التسارع يعكس النجاح في تنفيذ مشاريع رؤية 2030، مثل تطوير المدن الاقتصادية وبرامج الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا، والتي ساهمت في جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة فرص التوظيف. على مدار عام 2024 ككل، حقق الاقتصاد السعودي نموًا إجماليًا بلغ 1.3%, وهو أعلى من التقديرات السابقة التي كانت حوالي 0.8%. هذا التحسن يرجع جزئيًا إلى ارتفاع أسعار النفط في بعض الفصول، الذي دعم الإيرادات الحكومية والإنفاق على مشاريع تحتية، لكنه كان مدعومًا بشكل أكبر بالقطاع غير النفطي. في الربع الأول من 2025، استمر هذا الزخم، حيث سجل النمو الاقتصادي بنسبة 2.7%، مع التركيز على تعزيز القدرات المحلية وتقليل التأثيرات الخارجية. يشكل هذا الجناح النشيط جزءًا أساسيًا من استراتيجية التنمية، حيث يساهم في تحقيق أهداف الاستدامة والنمو الشامل.

في الختام، يؤكد نمو الاقتصاد السعودي في الربع الأول من 2025 على الاتجاه نحو مستقبل أكثر تنوعًا ومرونة. مع دعم الأنشطة غير النفطية، تستمر المملكة في تحقيق تقدم ملحوظ في خططها الاستراتيجية، مما يعزز مكانتها كمركز اقتصادي إقليمي. هذا النهج يساعد في مواجهة التحديات العالمية، مثل تقلبات أسعار الطاقة، من خلال بناء قاعدة اقتصادية متنوعة ومستدامة. من المتوقع أن يستمر هذا النمو في الفترات القادمة، مدعومًا بجهود الحكومة في تعزيز الابتكار والاستثمار، مما يضمن نموذجًا اقتصاديًا أقوى للمستقبل.