Joseph Aoun: The Iconic Face of Lebanon

جوزيف عون.. وجه لبنان الذي نعرفه

بقلم: [اسم كاتب افتراضي، مثل: محمد الفارسي]
صحيفة الخليج

في قلب الشرق الأوسط المتلاطم بالتحديات السياسية والاقتصادية، يبرز اسم واحد كرمز للاستقرار والثبات في لبنان: الجنرال جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني. هو الوجه الذي تعرّف عليه الشعب اللبناني، ومن خلاله يعرف العالم جانباً من جوانب لبنان الحقيقي، الذي يحارب من أجل بقائه رغم العواصف. في زمن يعاني فيه لبنان من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، يظل عون رمزاً للالتزام والقيادة الفعالة، مما يجعله شخصية مركزية في المشهد اللبناني والإقليمي.

خلفية الرجل والصعود إلى القيادة

ولد جوزيف عون في عام 1959 في قرية صغيرة في جبل لبنان، وهو ابن عائلة تقليدية لبنانية تعمل في مجال الزراعة. منذ شبابه، بدا حباً عميقاً للوطن والخدمة العسكرية، مما دفعته إلى الانضمام إلى الكلية العسكرية في لبنان عام 1982. خاض عون تجاربه الأولى في الجيش خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، حيث كان شاهداً على الدمار والفرقعات التي مزقت البلاد. هذه التجربة شكلت شخصيته، فأصبح يُعرف بأنه قائد يفضل الحوار والحلول السلمية على العنف.

تدرج عون في المناصب العسكرية خطوة بخطوة، حيث تولى قيادة عدة وحدات عسكرية في مناطق حيوية مثل بيروت وبقاع، وكان له دور بارز في مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات الخارجية. في عام 2017، تم تعيينه قائداً عاماً للجيش اللبناني، وهو المنصب الأعلى في الجهاز العسكري، مما يعكس ثقة الدولة به كقائد قادر على مواجهة التحديات المتعددة.

دور عون في الحفاظ على الاستقرار

في ظل الأزمات التي عصفت بلبنان، مثل تدفق اللاجئين السوريين وانهيار الاقتصاد عام 2019، أصبح الجنرال عون الركيزة الأساسية للبلاد. الجيش اللبناني تحت قيادته لعب دوراً حاسماً في الحفاظ على السلام الداخلي، حيث قام بإدارة المخيمات لللاجئين ومواجهة الجماعات الإرهابية على الحدود. خلال الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2019، التي شهدت غضب الشعب ضد الفساد الحكومي، ساهم عون في منع الانفلات الأمني، مما أنقذ البلاد من الفوضى.

ما يميز عون هو قدرته على التوازن بين القوة والرحمة. في وقت كانت فيه الحكومات اللبنانية متعثرة بسبب الخلافات السياسية، كان الجيش بقيادته يقدم الخدمات الأساسية للمواطنين، مثل توزيع المساعدات الإغاثية وتوفير الطاقة في مناطق نائية. هذا الدور جعله "الوجه الآخر" للبنان، بعيداً عن صورة الفساد والصراعات الطائفية التي غالباً ما ترسخ في أذهان العالم.

الثقة الشعبية والتحديات المستقبلية

يُعتبر جوزيف عون واحداً من أكثر الشخصيات شعبية في لبنان، حيث يحظى بثقة واسعة من جميع الطوائف. استطلاعات الرأي تشير إلى أنه يُرى كقائد محايد، يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. هذا الثبات جعله يُشار إليه كـ"الضمير الوطني"، خاصة في زمن يفتقر فيه لبنان إلى قادة سياسيين يستحقون الثقة.

ومع ذلك، يواجه عون تحديات كبيرة في السنوات القادمة. مع تزايد التدخلات الإقليمية، خاصة من إيران وإسرائيل، ومع استمرار الأزمة الاقتصادية، يتعين عليه موازنة بين الحفاظ على السيادة اللبنانية وتعزيز التعاون الدولي. كما أن انتهاء فترة قيادته المقررة في عام 2023 قد يفتح الباب لتغييرات، إلا أن تأثيره سيظل بارزاً.

خاتمة: رمز للأمل

في النهاية، يمثل الجنرال جوزيف عون الوجه الحقيقي للبنان الذي نعرفه؛ بلد يعاني ولكنه يقاوم. هو ليس مجرد قائد عسكري، بل رمز للالتزام والصمود في وجه العواصف. في عالم يغلب فيه الشك، يظل عون مصدر أمل لللبنانيين، ودليلاً على أن لبنان قادراً على التغلب على تحدياته إذا كان لديه قادة يضعون الوطن أولاً. صحيفة الخليج تتابع باهتمام مسيرة هذه الشخصية، متمنية للبنان الاستقرار والسلام المستدام.