كيف يؤثر انخفاض الجنيه المصري على أرباح شركة حلواني إخوان السعودية؟

حلواني إخوان السعودية تتحول إلى الربحية رغم ضغوط انخفاض الجنيه المصري

في السنة المالية الأخيرة، حققت شركة “حلواني إخوان” السعودية قفزة ملحوظة نحو الربحية، مسجلة أرباحاً بلغت 44.7 مليون ريال سعودي (ما يعادل 11.9 مليون دولار أمريكي)، وذلك رغم التحديات الناتجة عن انخفاض قيمة الجنيه المصري. كشفت الإفصاحات الرسمية أن هذا التحول جاء مدعوماً بانتعاش المبيعات، التي بلغت 969 مليون ريال (258.4 مليون دولار)، محققة نمواً بنسبة 9.8% مقارنة بالعام السابق. على الرغم من الضغوط الناتجة عن تقلبات سعر صرف العملات، إلا أن الشركة تمكنت من تعزيز أدائها المالي من خلال خفض المصروفات الإدارية والبيعية، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات الفرعية الناتجة عن إعادة تخصيصات مالية.

في الربع الأخير، سجلت الشركة أرباحاً قدرها 11.5 مليون ريال (3.06 مليون دولار)، ممثلة خطوة إيجابية رغم تراجع المبيعات بنسبة 11.1% لتصل إلى 237.7 مليون ريال. هذا التراجع يعود بشكل أساسي إلى تأثير انخفاض قيمة الجنيه المصري على عمليات الشركة التابعة في مصر، حيث أثرت التقلبات في سعر الصرف على قيمة المبيعات عند التحويل إلى الريال السعودي. ومع ذلك، أظهرت التقارير ارتفاعاً في المبيعات بالعملة المحلية المصرية، مدعوماً بقرارات البنك المركزي المصري المتعلقة بتحرير سعر الصرف، مما ساهم في تعزيز الإيرادات على المستوى المحلي قبل التأثيرات التبادلية.

تأثير تقلبات العملات على أداء الشركات

يبرز هذا التحول نموذجاً لكيفية تعامل الشركات متعددة الجنسيات مع تقلبات الأسواق الناشئة، حيث أثر قرار البنك المركزي المصري في مارس 2024 باتباع نظام الصرف المرن على قيمة الجنيه أمام الدولار، مما دفع سعر الدولار ليتراوح حول مستوى 51 جنيهاً مصرياً. هذا التغيير أدى إلى زيادة التكاليف للشركات المصرية التابعة، لكنه في الوقت نفسه فتح الباب أمام فرص نمو إذا تم استغلال الإيرادات المحلية بشكل فعال. بالنسبة لحلواني إخوان، كان التركيز على خفض المصاريف العامة والإدارية والتسويقية عاملاً حاسماً في تحقيق الربحية، إذ ساهمت هذه الإجراءات في تعزيز هامش الربح. كما أن رد المخصصات المالية التي لم تعد ضرورية قدم دعماً إضافياً للإيرادات، مما يعكس استراتيجية إدارة المخاطر الفعالة.

في سياق أوسع، يتساءل المستثمرون حالياً عما إذا كان سعر الدولار أمام الجنيه المصري سيتجاوز حاجز الـ51 جنيهاً مرة أخرى، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية العالمية. هذا التقلب يمثل تحدياً للشركات مثل حلواني إخوان، التي تعتمد على الأسواق الناشئة، لكنه يفتح أيضاً أبواباً للفرص من خلال زيادة المنافسية في التصدير. على سبيل المثال، مع ارتفاع الإقبال على المنتجات السعودية في الأسواق المجاورة، يمكن للشركة استغلال هذه الديناميكيات لتعزيز مبيعاتها العابرة للحدود.

إجمالاً، يعكس أداء حلواني إخوان في 2024 القدرة على التكيف مع الظروف الاقتصادية المتقلبة، حيث أدى التركيز على الكفاءة المالية إلى تحقيق نمو مستدام. هذا النهج يمكن أن يكون قدوة للشركات الأخرى في المنطقة، خاصة في ظل التحديات المتعلقة بالتضخم والتقلبات النقدية. مع توقعات باستمرار الارتفاع في المبيعات، يبدو أن الشركة على أعتاب مرحلة جديدة من النمو، مدعومة باستراتيجيات إدارة المخاطر الذكية التي تضمن الاستقرار على المدى الطويل.