ريادة دبي في تنظيم المعارض تتألق في سوق السفر العربي

سوق السفر العربي: تظل دبي رائدة في تنظيم المعارض العالمية

في قلب الشرق الأوسط، حيث تتحدث الإمارات العربية المتحدة لغة الابتكار والتطور، يبرز معرض "سوق السفر العربي" (Arabian Travel Market – ATM) كرمز لريادة دبي في تنظيم المعارض الدولية. منذ إطلاقه في عام 1994، تحول ATM من حدث إقليمي إلى منصة عالمية رئيسية لصناعة السفر والسياحة، مما يعكس كيف أصبحت دبي محطة جذب للمستثمرين والمشاركين من مختلف أنحاء العالم. في هذه المقالة، نستعرض تاريخ ATM ودوره في تأكيد مكانة دبي كمركز عالمي للأحداث والمعارض.

تاريخ وتطور سوق السفر العربي

بدأ معرض ATM كمبادرة محلية بسيطة في دبي، لكنه سرعان ما تطور ليصبح أحد أكبر المعارض المتخصصة في مجال السفر والسياحة في المنطقة. يقام الآن سنويًا في مركز دبي العالمي للتجارة (DWTC)، ويجمع بين أكثر من 40 ألف مشارك من حوالي 150 دولة. وفقًا للإحصاءات الرسمية لعام 2023، بلغ عدد الزوار أكثر من 39 ألف شخص، مع تمثيل قوي من القطاعات مثل الفنادق، الطيران، السياحة الثقافية، والسفر المستدام.

ما يميز ATM هو قدرته على التكيف مع التغييرات العالمية، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. في الإصدارات الأخيرة، مثل تلك التي عقدت في 2023، ركز المعرض على الابتكار الرقمي، مثل استخدام التكنولوجيا المعززة للواقع (AR) والذكاء الاصطناعي في تطوير تجارب السفر. هذا التركيز يعكس رؤية دبي الاستراتيجية لتحويل نفسها إلى مدينة ذكية، حيث أصبحت المدينة نموذجًا لكيفية دمج التكنولوجيا في تنظيم الأحداث.

ريادة دبي في تنظيم المعارض

تبرز دبي كريادية عالمية في تنظيم المعارض من خلال بنيتها التحتية المتقدمة وخبراتها الطويلة في استضافة أكثر من 500 حدث دولي سنويًا. على سبيل المثال، يقدم مركز دبي العالمي للتجارة مساحات واسعة ومعدات حديثة، مما يجعله أحد أكبر المراكز في الشرق الأوسط. هذا الدعم الحكومي، المدعوم برؤية "دبي 2030"، يجعل المدينة محطة مثالية للمعارض الكبرى، حيث تستقطب أكثر من 25 مليون سائح سنويًا.

في سياق ATM، تتجلى ريادة دبي من خلال تركيزها على الابتكار والتنوع. يشمل البرنامج السنوي جلسات نقاشية وورش عمل تتناول قضايا مثل السياحة المستدامة والسفر الإقليمي، مما يجعل المعرض ليس مجرد حدث تجاري، بل منصة لتشكيل مستقبل الصناعة. على سبيل المثال، في إصدار 2024، استضافت ATM أكثر من 2,000 عارض من فئات متنوعة، بما في ذلك السياحة الإفريقية والأوروبية، مما يعكس القدرة الدبية على ربط العالم.

ليس ATM الوحيد الذي يؤكد هذه الريادة؛ فدبي تستضيف أيضًا معارض عالمية مثل معرض جيتيكس للتقنية (GITEX) ومعرض دبي الدولي للسيارات. هذه الأحداث تجسد التزام دبي ببناء اقتصاد المعرفة، حيث ساهمت في جذب استثمارات تجاوزت 10 مليارات دولار في مجال السياحة والأحداث. وفقًا لتقرير من منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، تُعتبر دبي واحدة من أفضل 10 مدن في العالم لتنظيم المعارض، بفضل الدعم الحكومي والتنظيم الفعال.

تأثير ATM على الاقتصاد والمجتمع

يساهم ATM بشكل كبير في تعزيز اقتصاد دبي، حيث يساهم قطاع السياحة بأكثر من 11% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات. يوفر المعرض فرص عمل مباشرة لآلاف الأفراد ويحفز على الشراكات الدولية، مما يعزز من صورة دبي كوجهة آمنة ومبتكرة. كما أن التركيز على السياحة المستدامة في ATM يعكس التزام دبي بالأهداف الإنمائية، مثل تقليل البصمة البيئية للأحداث، وهو أمر يتجاوز المنافسة ويُعزز من التعاون العالمي.

في الختام، يظل معرض سوق السفر العربي دليلًا حيًا على ريادة دبي في تنظيم المعارض، حيث جمع بين الإرث الثقافي والتكنولوجيا الحديثة ليصبح ركيزة في صناعة السفر العالمية. مع تطلعات دبي نحو مستقبل أكثر ابتكارًا، مثل استضافة معرض إكسبو 2020 (الذي عقد في 2021-2022)، من المتوقع أن يستمر ATM في تعزيز مكانتها كعاصمة عالمية للأحداث. في عالم يتغير بسرعة، تثبت دبي أن الريادة ليست مجرد كلمة، بل هي واقع يُبنى يومًا بعد يوم.