لماذا يعاني الجيل Z من ارتفاع مخاطر الصحة النفسية.. نصائح حاسمة للوقاية

الجيل زد، الذي يشمل الشباب والمراهقين الذين ولدوا بعد عام 2000، يمثل جيلاً فريداً يتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة بشكل يومي، لكنه في الوقت نفسه يواجه تحديات صحية نفسية أكبر من الأجيال السابقة. رغم الوصول السهل إلى وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات، إلا أن هذا الجيل يعاني من ارتفاع في حالات الاكتئاب والقلق، بسبب عوامل متعددة تشمل الضغوط اليومية والأزمات العالمية، مما يجعله أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مقارنة بأقرانهم في الماضي.

أسباب تعرض الجيل Z لمشكلات الصحة النفسية

يعاني الجيل زد من تحديات نفسية متزايدة بسبب بيئة حياتية مليئة بالضغوط المتنوعة، حيث نشأ هؤلاء الشباب في عصر يسوده التحفيز الرقمي المستمر والأزمات العالمية مثل جائحة كورونا والتغير المناخي. على سبيل المثال، يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى ثقافة المقارنة، حيث يشعر الأفراد بالضغط لتقديم صورة مثالية لأنفسهم، مما يولد شعوراً بالشك الذاتي والقلق. كما أن الضغوط الأكاديمية والمهنية، مثل ارتفاع تكاليف التعليم والمنافسة الشديدة في سوق العمل، تعزز من هذه المشكلات، إذ يشعر الكثيرون بأن النجاح هو الخيار الوحيد لضمان استقرار مالي مستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، عوامل مثل التنمر عبر الإنترنت والتعرض المستمر للأخبار السلبية تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر، مما يجعل هذا الجيل أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مقارنة بالأجيال السابقة مثل جيل الألفية، الذين لم يتعاملوا مع نفس مستوى العدم الاستقرار الاقتصادي والرقمي.

تحديات جيل زد النفسية في وسائل التواصل وأبعد

يُعد وسائل التواصل الاجتماعي سيفاً ذا حدين بالنسبة لجيل زد، حيث يوفر منصة للتواصل والتعبير، لكنه يعزز أيضاً من الضغوط النفسية من خلال التنمر الإلكتروني وثقافة المقارنة. على سبيل المثال، الإفراط في تصفح محتوى مثالي للآخرين يولد شعوراً بالفشل الذاتي، بينما لا يتوقف التنمر الرقمي عند حدود اليوم الدراسي، مما يفاقم القلق المزمن. بالإضافة إلى ذلك، الضغوط الخارجية مثل تقلبات سوق العمل وتوقعات عائلية مرتفعة، تؤدي إلى ما يعرف بمتلازمة المحتال، حيث يشك الأفراد في قدراتهم رغم إنجازاتهم. هذه التحديات تجعل الصحة النفسية مسألة أساسية، لكن من المهم الاعتراف بأن هناك طرقاً للتعامل معها، مثل وضع حدود للاستخدام الرقمي والبحث عن دعم. ومع ذلك، يمكن للجيل زد تجاوز هذه الصعوبات من خلال اتباع استراتيجيات بناءة، حيث يساعد التركيز على الأنشطة الإيجابية في تعزيز التوازن النفسي.

للمساعدة في التغلب على هذه التحديات، يمكن لأفراد جيل زد اتباع نصائح عملية مثل تخصيص وقت للأنشطة غير المرتبطة بالإنترنت، مثل القراءة أو المشي، لتقليل الضغط الرقمي. كما يُنصح بممارسة اليقظة والتأمل من خلال تمارين التنفس البسيطة، التي تساعد في خفض مستويات القلق وتحسين التركيز. النشاط البدني، حتى لو كان مجرد مشي قصير، يعزز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يقلل من الإحساس بالاكتئاب. أيضاً، كتابة اليوميات يساعد في معالجة المشاعر وتحقيق وضوح أفضل، بينما البحث عن هوايات إبداعية مثل العزف على آلة موسيقية يضيف لمسة من الفرح والاسترخاء. أخيراً، من الضروري إعطاء الأولوية للنوم الجيد، حيث يساهم في تعزيز الصحة النفسية بشكل عام، خاصة في عالم يتسم بالضغوط المتزايدة. بهذه الطرق، يمكن لجيل زد بناء حياة أكثر توازناً وصحة نفسية، رغم التحديات التي يواجهونها.