الداخلية السعودية تشدد العقوبات على المتسللين إلى مكة المكرمة لأول مرة بحق غير السعوديين

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تفعيل إجراءات أمنية مشددة لمواجهة المخالفين الذين يحاولون أداء مناسك الحج دون الحصول على تصريح رسمي. هذه الخطوة تأتي ضمن جهود واسعة لتعزيز التنظيم وأمان موسم الحج لعام 1446 هـ، مع التركيز على منع التسلل إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بهدف ضمان سلامة الحجاج وضبط الدخول الرسمي.

تشديد العقوبات على المتسللين إلى مناطق الحج

تواجه العقوبات الجديدة أي زائر يتم ضبطه دون تصريح صحيح خلال الفترة من الأول من ذي القعدة إلى الرابع عشر من ذي الحجة. تشمل هذه العقوبات الترحيل الفوري إلى بلد المنشأ، بالإضافة إلى حظر دخول المملكة لمدة عشر سنوات، وهو إجراء غير مسبوق في شدته. كما يمكن فرض غرامات مالية تصل إلى 10,000 ريال سعودي، مع تطبيق هذه التدابير على غير السعوديين لأول مرة. تهدف هذه الإجراءات إلى تقويض محاولات التسلل التي ازدادت في المواسم السابقة، حيث كان بعض المقيمين أو حاملي تأشيرات زيارة يتأخرون عن مغادرة المملكة أو يحاولون الدخول غير الشرعي، مما يعرض الآلاف من الحجاج لمخاطر صحية وأمنية.

تعزيز الإجراءات الأمنية لموسم الحج

يأتي هذا القرار كجزء من خطة شاملة لتعزيز الرقابة الأمنية، حيث يجري التنسيق بين وزارة الداخلية وهيئة الجوازات لتعزيز نقاط التفتيش في مداخل مكة المكرمة. ستعمل الدوريات الأمنية على مدار الساعة، مع استخدام تقنيات حديثة مثل الكاميرات الذكية والطائرات بدون طيار لكشف أي محاولات مخالفة. كما تشمل الإجراءات التفتيش الدقيق للمركبات والحافلات، وضمان عدم دخول أي شخص دون تصريح نظامي. السلطات شددت على أن أي شخص يثبت تورطه في تسهيل التسلل سيعاقب بحزم، مع دعوة الجميع للإبلاغ عن الحالات المشبوهة لتعزيز التعاون المجتمعي.

من جانبها، أكدت وزارة الحج والعمرة أهمية الالتزام بالتسجيل الإلكتروني الرسمي كوسيلة وحيدة للحصول على تصريح، محذرة من الوقوع في فخ الدعوات غير المرخصة. هذه الجهود تعكس التزام المملكة بتوفير بيئة آمنة ومنظمة للحجاج، مع الحرص على العدل والمساواة بين الجميع. في السنوات الأخيرة، شهدت السلطات زيادة في محاولات التسلل، مما أدى إلى تحميل البنية التحتية فوق طاقتها، لذا فإن هذه التدابير تأتي للحد من ذلك وتعزيز الكفاءة العامة.

بالإضافة إلى ذلك، بدأت الاستعدادات الميدانية مبكراً مع تفعيل اللجان الأمنية والمرورية لمراقبة الطرق الرئيسية المؤدية إلى المشاعر المقدسة. هذا التنسيق يهدف إلى ضمان تدفق آمن للحجاج المسجلين، مع تجنب أي تأخيرات أو مخاطر غير ضرورية. الإجراءات الجديدة لاقت استحساناً واسعاً بين المواطنين والمقيمين، الذين اعتبروها خطوة ضرورية للحفاظ على قدسية الموسم وصحة الجميع. وفي ضوء هذا، تستمر السلطات في التوعية بأهمية الالتزام بالقوانين، مع تأكيد أن الوقاية خير من العلاج في مواجهة أي انتهاكات محتملة.

من المتوقع أن تساهم هذه الخطط في تحقيق موسم ناجح وآمن، حيث تعكس رؤية المملكة في تعزيز الجوانب الأمنية والصحية للحج، مما يدعم الاستدامة على المدى الطويل. بذلك، يتم وضع معايير جديدة للالتزام، مما يعزز من سمعة الحج كحدث دولي منظم بكفاءة.