مائدة مستديرة مصرية أنغولية تعزز التعاون الاقتصادي المشترك

استضافت وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في مصر فعاليات المائدة المستديرة المصرية الأنجولية، بحضور الرئيس جواو لورينسو لرئاسة أنجولا خلال زيارته للقاهرة. تركزت المناقشات على تعزيز الروابط الاقتصادية المشتركة بين البلدين، مع التركيز على تنمية التعاون في مجالات مثل الاستثمار، البنية التحتية، الصناعة، الطاقة، الزراعة، والسياحة، بهدف دعم التنمية المستدامة في أفريقيا. شارك في الاجتماع عدد من الوزراء المصريين، بما في ذلك وزير الخارجية د. بدر عبد العاطي، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. عمرو طلعت، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة المهندس محمود عصمت، بالإضافة إلى مسؤولين أنجوليين وممثلي القطاع الخاص مثل المهندس أحمد السويدي ورئيس شركة المقاولون العرب المهندس أحمد العصار.

المائدة المستديرة المصرية الأنجولية تناقش سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة

خلال الاجتماع، أكد الرئيس النجولي جواو لورينسو على أهمية فتح الأسواق أمام الاستثمارات الخارجية، خاصة في صناعة السيارات الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات، مستغلا البنية الرقمية المتقدمة في بلاده التي تشمل أقمار صناعية ونشاطًا خاصًا نابضًا. شدد على جهود حكومته في تطوير البنية التحتية، مثل إنشاء خطوط مترو جديدة في المدن الكبرى، موضحًا وجود فرص واعدة في قطاعات البناء والصيانة مع تقديم تسهيلات للمستثمرين. أشاد بدور مصر في دعم التنمية الأفريقية ودعا الشركات المصرية للاستثمار في الزراعة، السياحة، والتعدين، محافظًا على التكامل الاقتصادي بين دول القارة.

من جانب الجانب المصري، أكد د. عمرو طلعت أن التحول الرقمي يمثل عمودًا رئيسيًا في استراتيجية مصر، مع تطوير الخدمات الحكومية الرقمية وزيادة سرعة الإنترنت بنسبة أكثر من 15 ضعفًا، بالإضافة إلى بناء المهارات من خلال مدارس متخصصة. كما استعرض المهندس شريف الشربيني الإنجازات في قطاع الإسكان، حيث شهدت مصر طفرة في مشروعات التنمية العمرانية، مثل إنشاء مدن ذكية جديدة وبرامج مثل “حياة كريمة” لتحسين ظروف السكن. أما ممثلو القطاع الخاص، فقد عبروا عن حماسهم؛ فالمهندس أحمد السويدي أبرز وجود شركته في أنجولا منذ أكثر من 15 عامًا في مجالات الكهرباء والبنية التحتية، بينما أكد المهندس خالد نصير على الفرص في الاتصالات والرقمنة، والدكتور أشرف سلمان رأى نموًا في قطاعات العقارات.

تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وأنجولا

يعد هذا الاجتماع خطوة حاسمة نحو تعميق الشراكات الثنائية، حيث يسعى الجانبان إلى استغلال الموارد المتبادلة لتحقيق التنمية المستدامة. على سبيل المثال، أشار المهندس شريف الجبلي إلى إمكانية توسيع الاستثمارات الزراعية من خلال خبرة مصر في إنتاج الأسمدة، مما يفتح أبواب التعاون في مجالي الزراعة والصناعات الكيماوية. كما أعرب المهندس أحمد العصار عن اعتزازه بتوسع شركة المقاولون العرب في أنجولا، حيث تعمل الشركة في أكثر من 38 دولة وتهدف إلى تنفيذ مشروعات جديدة في البنية التحتية والتنمية العمرانية. بالإضافة إلى ذلك، أكد المهندس حسن علام على قدرات شركته في التشييد والطاقة، مع التركيز على الفرص في السوق الأنجولية.

في الختام، يبرز هذا اللقاء دور مصر كمحرك رئيسي للتعاون الأفريقي، مع دعوات مستمرة للاستثمار في مجالات متعددة. يساهم ذلك في تعزيز الاقتصاد المشترك، حيث يمكن لأنجولا الاستفادة من الخبرات المصرية في الرقمنة والإسكان، بينما تقدم فرصًا جديدة في التعدين والسياحة. هذا النهج يعكس التزام البلدين ببناء اقتصاد قوي ومستدام يخدم الشعوب الأفريقية، مما يعزز من مكانة القارة عالميًا.