السعودية تجذب طلبات صكوك سيادية تتجاوز 4.75 مليار دولار.. إنجاز مالي كبير

استقطب صندوق الاستثمارات العام السعودي اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين العالميين، حيث بلغت الطلبات على صكوك دولارية جديدة أكثر من 4.75 مليار دولار. هذا الإصدار، الذي يمتد لمدة سبع سنوات، يعكس الجهود المستمرة للصندوق في جمع التمويل اللازم لدعم المشروعات الاستراتيجية التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط. يأتي هذا التحرك ضمن خطة شاملة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية، حيث تم تسعير هذه الصكوك ذات العائد الثابت في نطاق يتجاوز سندات الخزانة الأمريكية، مما يبرز ثقة المستثمرين في رؤية المملكة الطموحة.

صندوق الاستثمارات العام السعودي يعزز تمويله العالمي

مع تراكم أصول تتجاوز 3.53 تريليون ريال، يلعب الصندوق دورًا حاسمًا في تنفيذ مبادرات رؤية 2030، التي تركز على بناء اقتصاد متنوع ومستدام. شهدت الأسواق العالمية للديون نشاطًا ملحوظًا من الجانب السعودي هذا العام، إذ جمع الصندوق نحو 4 مليارات دولار من خلال إصدارات سابقة في يناير، تلتها عمليات أخرى مثل إصدار شركة تابعه بقيمة 1.25 مليار دولار في فبراير. هذه الجهود ليس مقتصرة على الدولار، حيث يفكر الصندوق في استكشاف فرص جديدة مثل إصدار السندات المقومة باليورو، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأمريكية لأول مرة إلى الأسواق المحلية. عبر هذه الخطوات، يساهم الصندوق في تعزيز مكانة المملكة كوجهة استثمارية رائدة، مع إضافة هذه الإصدارات الجديدة إلى إجمالي التمويل الذي تجاوز 14.3 مليار دولار منذ بداية العام، مما يجعل السعودية من أبرز اللاعبين في أسواق الديون الناشئة.

دور الثروة السيادية في دعم المشاريع الاستراتيجية

يواصل الصندوق دعم المبادرات الاقتصادية الكبرى في السعودية، حيث تتجه الجهود نحو ضخ استثمارات هائلة خلال السنوات المقبلة، بما في ذلك التحضيرات لاستضافة كأس العالم 2034. رغم التحديات مثل انخفاض أسعار النفط وصعوبات جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، إلا أن الصندوق يعمل على تعزيز مصادر التمويل من خلال الاقتراض والشراكات. على سبيل المثال، تتجه شركة أفيليس لتأجير الطائرات، التابعة للصندوق، نحو إصدار صكوك بقيمة تصل إلى 2 مليار دولار حتى عام 2027، مع طرح الشريحة الأولى بقيمة 750 مليون دولار هذا العام. هذا النهج يعكس استراتيجية شاملة لرفع حجم الإنفاق السنوي إلى 70 مليار دولار، مستفيدًا من عوائد الاستثمارات ودعم الحكومة، على الرغم من التحديات المحتملة مثل انخفاض توزيعات أرامكو. بهذه الطريقة، يساهم الصندوق في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي، مما يعزز من جاذبية السعودية كقوة اقتصادية عالمية، ويفتح آفاقًا جديدة للنمو المستدام في مختلف القطاعات.