في عالم اليوم السريع، يُعرف الجميع بأن التدخين يمثل خطراً كبيراً على الصحة، إلا أن هناك عادة أخرى شائعة قد تكون أكثر خطورة في بعض الجوانب، وهي الجلوس لفترات طويلة دون حركة فعالة. أكد خبراء الصحة، مثل أخصائي القلب، أن هذا النوع من الحياة الخاملة يمكن أن يهدد الحياة بنفس القدر، بل قد يتجاوزه في بعض الحالات. على سبيل المثال، يؤدي الجلوس المستمر إلى مشكلات صحية متعددة، بما في ذلك ضعف الدورة الدموية وتراكم مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، مما يجعل النشاط البدني المنتظم أمراً أساسياً للحفاظ على الصحة العامة.
احذر.. العادة الشائعة التي لا تقل خطورة عن التدخين
مع انتشار أساليب الحياة الحديثة التي تتطلب الجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر أو في المكاتب، يصبح من الضروري النظر في مخاطر هذه العادة. يشير الخبراء إلى أن الجلوس الطويل يمكن أن يؤثر سلباً على الجسم، حيث يؤدي إلى نقصان في النشاط البدني الذي يُعتبر ضرورياً لصحة القلب والأوعية. على سبيل المثال، يقول الأطباء إن التمارين الرياضية تقدم فوائد عديدة، مثل التحكم في الوزن، خفض ضغط الدم، تحسين مستويات الكوليسترول، تقوية العظام والعضلات، وتقليل الالتهابات. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الحركة في تعزيز صحة الدماغ وتخفيف التوتر والقلق والاكتئاب. وفقاً لبيانات رسمية، فإن نسبة كبيرة من البالغين لا يمارسون النشاط الموصى به، حيث يجلس أكثر من ربع السكان لأكثر من ثماني ساعات يومياً، مما يعزز من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة. هذا الوضع يجعل الجلوس لفترات مطولة عادةً لا تقل خطورة عن التدخين، لأنها تؤدي إلى تأثيرات طويلة المدى مثل زيادة خطر الإصابة بسرطانات معينة، بما في ذلك سرطان الرئة، الرحم، والقولون.
مخاطر قلة الحركة اليومية
عند النظر في التأثيرات الصحية لقلة الحركة، يتبين أنها تشمل مشكلات قصيرة وطويلة المدى، مثل ضعف العضلات في الساقين، زيادة الوزن، آلام الظهر، والشعور بالقلق والاكتئاب. كما أن تصلب الكتفين ومشكلات التوازن يمكن أن تظهر نتيجة الجلوس المستمر. الدراسات تشير إلى أن هذه العادة تزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، حيث يكون الجسم أكثر عرضة للالتهابات والضعف المناعي. للتغلب على هذه المخاطر، يوصي الخبراء بضرورة زيادة الحركة اليومية، مثل ممارسة التمارين بانتظام دون الحاجة إلى برامج مكثفة. على سبيل المثال، يمكن تحقيق ذلك من خلال رفع معدل ضربات القلب لمدة 10-15 دقيقة يومياً، مما يساعد في تحسين الصحة العامة. بعض الطرق السهلة تشمل صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد، حيث يعزز ذلك من قوة الأطراف السفلية ويحسن التوازن. كذلك، يمكن عقد اجتماعات العمل أثناء المشي، خاصة في بيئة العمل عن بعد، لتنويع الروتين اليومي وتعزيز النشاط. أما تمارين الاندفاع السريعة، فهي خيار فعال يمكن القيام به لمدة 10-20 مرة يومياً في أي مكان. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بركن السيارة بعيداً عن الوجهة لزيادة المسافة المشاة، مع الحرص على السلامة، أو استغلال وقت مشاهدة التلفزيون لممارسة تمارين بسيطة مثل استخدام الأوزان أو التمدد. هذه الخطوات البسيطة تساعد في بناء عادات صحية مستدامة، مما يقلل من مخاطر الجلوس المطول ويعزز الرفاهية اليومية. بهذه الطريقة، يمكن للأفراد تحويل حياتهم إلى نموذج أكثر نشاطاً وحيوية، مما يساهم في منع المشكلات الصحية على المدى الطويل.
تعليقات