السعودية تشارك في اجتماع وزراء خارجية دول البريكس

شارك نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، نيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، في اجتماع وزراء خارجية دول البريكس الذي انعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. كان هذا الاجتماع فرصة لمناقشة دور دول الجنوب العالمي في تعزيز التعددية الدولية وتعزيز التعاون بين الدول الناشئة. خلال الجلسة، أكد الخريجي على أهمية مشاركة المملكة العربية السعودية كدولة مدعوة للانضمام إلى البريكس، معتبراً ذلك خطوة تاريخية تعكس الثقة الدولية في دورها الرائد.

اجتماع وزراء البريكس ودور المملكة في تعزيز التعددية

في كلمته أمام الجلسة التي حملت عنوان “دور دول الجنوب العالمي في تعزيز التعددية”، أوضح نائب الوزير أن مشاركة المملكة تأتي استجابةً للدعوة التي وجهت لها في إعلان قمة جوهانسبرغ لعام 2023. وأعرب عن تطلع المملكة إلى تعزيز الشراكات مع المنصات الدولية متعددة الأطراف، سعياً لتحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً وفرصاً لدول الجنوب وللعالم بأسره. كما شدد على أن السعودية ترى في مجموعة البريكس أداة حيوية لتعزيز السلام العالمي، خاصة في ظل التحديات الحالية مثل الأزمات الإقليمية والعالمية. في هذا السياق، أكد الخريجي على جهود المملكة في قيادة مبادرات لتخفيف التوترات، من خلال اللجنة الوزارية الناتجة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة، بالإضافة إلى التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين. هذه الجهود تركز على حشد الدعم الدولي لوقف العنف، حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الفلسطينية المتضررة، مع الإصرار على أن حل الدولتين يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمان المستدام.

بالإضافة إلى ذلك، جدد التزام المملكة بالعمل كشريك موثوق ومحايد في جهود خفض التصعيد، سواء إقليمياً أو دولياً. يأتي هذا الالتزام في ظل سعي السعودية لتعزيز مبادئ التعددية والتعاون الدولي، من خلال العمل الوثيق مع المجتمع الدولي لبناء عالم أكثر أمناً وازدهاراً. حضر الجلسة أيضاً سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البرازيل، الدكتور فيصل بن إبراهيم غلام، ومدير عام المنظمات الدولية شاهر الخنيني، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه القضايا على المستوى الرسمي.

تعزيز التعاون الدولي من خلال مجموعة البريكس

يُعد اجتماع وزراء البريكس خطوة أساسية في تعزيز التعاون الدولي، حيث يجمع بين الدول الناشئة لمواجهة التحديات المشتركة مثل التنمية الاقتصادية والهيكلة المالية العالمية. من منظور السعودية، يمثل هذا التعاون فرصة لإبراز دور الدول الجنوبية في تشكيل نظام دولي أكثر عدلاً وتعددية. في السنوات الأخيرة، ساهمت المملكة في العديد من المبادرات الدولية، مثل دعم اتفاقيات السلام وتعزيز الاستدامة البيئية، مما يعزز من مكانتها كقوة إيجابية في الساحة العالمية. مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية، يبرز البريكس كمنصة فعالة لمبادلة الخبرات وتنسيق السياسات، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة والتعليم. السعودية، كدولة ذات نفوذ إقليمي، تسعى لدمج رؤيتها في هذه الجهود، مع التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

في الختام، يؤكد هذا الاجتماع على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العصرية، حيث تستمر المملكة العربية السعودية في لعب دور رئيسي في تعزيز السلام والاستقرار. من خلال مشاركتها في البريكس، تهدف السعودية إلى تعميق الروابط مع الدول الشريكة، مما يساهم في بناء عالم أكثر عدلاً وتكافؤاً. هذه المبادرات ليست فقط استجابة للدعوات الدولية، بل تعكس رؤية استراتيجية للمملكة في تعزيز دورها كقوة إقليمية ودولية. بشكل عام، يمكن لمثل هذه التجمعات أن تكون محفزاً للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية.