قد يواجه الكثيرون صعوبة في الحصول على نوم عميق، حيث يستيقظون عدة مرات خلال الليل رغم الشعور بالإعياء، وهذا ليس دائمًا بسبب الأرق وحده. يشير خبراء الصحة إلى أن نسبة كبيرة من البالغين، تصل إلى 30-35%، يعانون من اضطرابات النوم التي تؤثر على جودة الراحة اليومية، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب المزمن وانخفاض الطاقة.
أسباب عدم الحصول على نوم جيد
من المهم فهم أن مشكلات النوم غالبًا ما تنبع من عوامل متعددة تتجاوز البساطة، حيث تؤثر على الجسم والعقل معًا. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الأسباب اليومية، مثل الضغوط النفسية أو العادات الخاطئة، هي السبب الرئيسي في انقطاع النوم، مما يجعل الجسم غير قادر على الدخول في دورة نوم طبيعية.
عوامل اضطرابات النوم
فيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي قد تمنعك من الحصول على نوم هادئ ومستدام:
1. القلق اللاواعي: حتى لو لم تشعر بتوتر واضح خلال النهار، فإن العقل الباطن يظل مشغولاً بأمور مثل الأعمال غير المكتملة أو الصراعات العائلية. هذا يجعل العقل أكثر نشاطًا عندما يحاول الجسم الاسترخاء، مما يعطل الإيقاعات البيولوجية الطبيعية ويؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر.
2. الألم العاطفي: النوم مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة العاطفية، فالصدمات المكبوتة أو الشعور بالذنب قد تظهر ليلاً من خلال كوابيس أو نبضات قلب قوية. الحفاظ على توازن عاطفي نظيف يشبه النظافة الجسدية، حيث يساعد في منع هذه الانقطاعات.
3. الإفراط في استخدام الهواتف والشاشات: التعرض للضوء الأزرق من الأجهزة الإلكترونية يقلل من إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي يساعد على تنظيم النوم. كما أن مشاهدة محتوى محفز قبل النوم، سواء كان أخبارًا أو منشورات اجتماعية، يحافظ على دماغك نشطًا ويعيق عملية الاسترخاء.
4. ضعف صحة الأمعاء: هناك رابط قوي بين صحة المعدة والنوم، فمشكلات الهضم مثل الغازات أو الحموضة تنقل تركيز الجسم من الراحة إلى معالجة الإزعاج الداخلي. تجنب الأطعمة الثقيلة أو الحارة في وقت متأخر من اليوم يمكن أن يحسن هذا الجانب.
5. المشاكل الصحية الأساسية: أحيانًا، يكون الاستيقاظ المتكرر علامة على مشكلات أكبر، مثل توقف التنفس أثناء النوم أو اضطرابات الغدة الدرقية. أعراض مثل الشعور بالاختناق أو جفاف الفم تستدعي التحقق الطبي الفوري، حيث يمكن أن تشمل مشكلات الأنف أو الجيوب الأنفية أيضًا.
لتحسين جودة النوم، يمكن اتباع بعض النصائح البسيطة التي تجعل فرقًا كبيرًا. على سبيل المثال، قم بإنشاء روتين ليلي هادئ مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى مريحة. تجنب استخدام الشاشات لمدة ساعة على الأقل قبل النوم، وتجنب الأطعمة الثقيلة بعد الساعة الثامنة مساءً. كما يساعد الحفاظ على غرفة النوم مظلمة وباردة، واتباع جدول منتظم للنوم والاستيقاظ، حتى في أيام العطلات، في تعزيز الإيقاعات اليومية.
في الختام، النوم أمر أساسي لتعافي الجسم وتعزيز المناعة والمزاج، لذا تجاهل علامات الإنهاك يمكن أن يؤثر على حياتك اليومية. باتباع هذه الإرشادات، يمكنك تحقيق توازن أفضل والبدء في يوم جديد مليء بالطاقة.
تعليقات