وزير الاتصالات يؤكد: التعاون العربي الأفريقي ضروري لحماية المجتمعات من الجرائم الإلكترونية
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، على أهمية التعاون الإقليمي بين الدول العربية والأفريقية لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة. في افتتاح الدورة السابعة لقمة FDC Summit، التي تعتبر من أبرز الفعاليات في مجال الاتصالات والتكنولوجيا في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، شدد الوزير على أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا الرقمية يفرض ضرورة تكاتف الجهود لضمان حماية المجتمعات من الهجمات الإلكترونية.
التعاون الإقليمي لحماية ضد الخطر السيبراني
في كلمته أمام الحضور، من بينهم مسؤولون دوليون مثل وزيرة الصحة العامة في أوغندا وممثلين من الإمارات وبريطانيا، أبرز الدكتور عمرو طلعت كيف أن الانتقال السريع نحو الحلول الرقمية يمثل تحديًا كبيرًا. أكد أن تبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية أمر حتمي للبقاء في ركب التطور العالمي، لكنه حذر من المخاطر الناجمة عن الهجمات السيبرانية التي تتجاوز الحدود الجغرافية. لذا، دعا إلى تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي، موضحًا أن وزارة الاتصالات تسعى لتوسيع البرامج التدريبية في مجال الأمن السيبراني لتعزيز القدرات الوطنية. كما أشار إلى أن هذا التعاون يشمل بناء شراكات مع الحكومات والشركات العالمية، مما يعزز الابتكار ويحمي المنظومات الرقمية كجزء أساسي من الأمن القومي.
بالإضافة إلى ذلك، استضاف المؤتمر، الذي يقام تحت شعار “المنصة الإقليمية للصناعة الرقمية”، مجموعة من الجلسات المتخصصة تغطي محاور مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى صناعة مراكز البيانات وتقنيات الفضاء. رئيس القمة، المهندس طارق شبكة، أكد أن هذه الفعالية تقدم نموذجًا متكاملًا لبناء المستقبل من خلال الشراكات الدولية، حيث تشمل جلسات بحثية ومنصات لدعم المواهب الناشئة. خلال الاجتماعات الجانبية، بحث الوزير مع ممثلي الشركات البريطانية سبل تعزيز التعاون في التدريب والتطوير، إلى جانب مناقشة إنشاء مركز دعم فني مع شركة كاسبرسكي في مصر، مستفيدًا من الكفاءات المصرية المتخصصة.
الشراكات الدولية في مكافحة التهديدات الإلكترونية
تسلط القمة الضوء على دور الشراكات الدولية في تعزيز الابتكار والأمان السيبراني، مع مشاركة أكثر من 75 متحدثًا دوليًا وتوقيع اتفاقيات تعاون مع دول عربية وجهات حكومية. من بين الجلسات البارزة، اجتماع مجلس إدارة المراكز الوطنية للأمن السيبراني بمنظمة التعاون الإسلامي، وورش عمل حول الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع منظمات عالمية. كما شهدت القمة جولة تفقدية للمعرض الذي يضم أكثر من 50 شركة من الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يعكس الالتزام بتطوير القدرات المحلية ونقل التكنولوجيا. حضر الفعالية مسؤولون بارزون مثل نائب الوزير غادة لبيب وأحمد الظاهر، بالإضافة إلى رؤساء الأجهزة الأمنية من دول مثل الإمارات وعمان، مؤكدين على أن هذا التجمع يعزز التنمية الاقتصادية من خلال التركيز على التقنيات المتقدمة مثل بلوك تشين والواقع الافتراضي.
في الختام، تمثل قمة FDC Summit خطوة حاسمة نحو تحقيق رؤى الحكومات في مجال التحول الرقمي، حيث تربط بين الابتكار والأمان لمواجهة التحديات المستقبلية. من خلال هذه الجهود، يتم تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا، مع الاستفادة من الشراكات الدولية لتطوير صناعات البيانات والأقمار الصناعية، مما يدعم التنمية المستدامة ويحمي المجتمعات من مخاطر العصر الرقمي. هذا النهج يجسد كيف يمكن للتعاون الإقليمي أن يحول التحديات إلى فرص، مع الاستمرار في بناء قدرات رقمية قوية تتكيف مع التطورات العالمية.
تعليقات