رئيس متصفحات جوجل يصرح للقاضي: “جوجل وحدها قادرة على تشغيل كروم”

رئيس قسم المتصفحات في جوجل أكد أمام القاضي في قضية مكافحة الاحتكار أن الشركة هي الوحيدة القادرة على تقديم الميزات المتقدمة لمتصفح كروم، بسبب الترابط الوثيق بينه وبين أقسام أخرى في ألفابت. أشارت المديرة العامة للمتصفح، باريسا تبريز، إلى أن كروم يمثل 17 عامًا من التعاون الداخلي، وأن محاولة فصل هذا الارتباط ستكون غير مسبوقة وصعبة التنفيذ. على سبيل المثال، ميزات مثل وضع التصفح الآمن وإشعارات اختراق كلمة المرور تعتمد على بنية تحتية مشتركة مع أقسام جوجل الأخرى، مما يجعل إعادة إنتاجها من قبل شركات أخرى غير عملي.

سوق البحث

في جلسات الاستماع التي ترأسها القاضي أميت ميهتا، شهدت تبريز لساعات طويلة حول كيف أن جوجل احتكرت سوق البحث، مما يستدعي تغييرات جذرية على ممارساتها التجارية. وزارة العدل الأمريكية طلبت إجبار جوجل على بيع كروم وبث بعض البيانات المستخدمة في نتائج البحث، بالإضافة إلى منع دفعات الإعداد الافتراضي لمحركات البحث، مع تطبيق ذلك على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل جيميني. كروم نفسه هو المتصفح الأكثر شعبية عالميًا، حيث يحظى بنسبة استخدام تصل إلى 66% وفق إحصاءات حديثة، ويعتمد على مشروع كروميوم المفتوح المصدر الذي أنشأته جوجل ويدعمه شركاء مثل ميتا ومايكروسوفت. ومع ذلك، خبير وزارة العدل، جيمس ميكينز، زعم أن نقل ملكية كروم ممكن تقنيًا دون تأثير كبير على وظائفه، مشيرًا إلى أن جوجل ستظل ملتزمة بتطوير كروميوم. لكن تبريز نفت ذلك، قائلة إن جوجل ساهمت بنسبة أكثر من 90% من الكود منذ 2015، مع استثمار مئات الملايين من الدولارات وأكثر من 1000 مهندس، بينما الشركاء الأخرى لا يقدمون مساهمات ذات مغزى.

تكاملات البحث الذكي

من جانب آخر، كشفت تبريز عن جهود جوجل في دمج الذكاء الاصطناعي مع كروم، مما يعزز من تكاملات البحث الذكي في المتصفحات. يمكن للمستخدمين إضافة ملحقات مثل ChatGPT أو Perplexity AI، لكن جيميني يظل المساعد الافتراضي الأساسي. وفق وثائق داخلية، جوجل ترى مستقبلًا حيث يتحول كروم إلى “متصفح وكيل” يدمج الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام مثل ملء النماذج، إجراء الأبحاث، والتسوق عبر الإنترنت. في بريد إلكتروني من عام 2024، أوضحت تبريز أن الابتكار سيتمحور حول تكامل وثيق مع جيميني كوكيل رئيسي، مع دعم لتفاعل مع وكلاء خارجيين، سواء للمستهلكين أو الشركات. هذا التطور يعكس كيف أن الذكاء الاصطناعي يصبح جزءًا أساسيًا من تجربة التصفح، حيث تتنافس الشركات مثل مايكروسوفت بدمج أدواتها في محركات البحث ومتصفحاتها. ومع ذلك، يثير ذلك مخاوف بشأن تعزيز احتكار جوجل، خاصة مع دعم هذه التكاملات من خلال بنيتها التحتية الشاملة. في النهاية، يتعلق الأمر بتوازن بين الابتكار والتنافسية العادلة في سوق البحث الرقمي.