قال وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يعتقد خطأً أن جميع الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس قد قتلوا، موضحاً أنه هو الذي قام بتصحيح هذه المعلومات أثناء مناقشاتهما. وجاءت هذه التصريحات في سياق مشاركة ديرمر في المؤتمر السنوي لشبكة الأخبار اليهودية (JNS)، كما أفادت تقارير إعلامية. أكد ديرمر أن هناك حواراً دار مع عائلة أحد الأسرى، حيث انتشرت شائعات تفيد بأنه هو من نقل تلك المعلومات إلى ترامب، لكنه نفى ذلك قائلاً إن ترامب كان قد اعتقد بموت الأسرى، وأن دوره كان في توضيح الحقيقة. في الوقت نفسه، تناول ديرمر خلال كلمته قضايا إقليمية واسعة، بما في ذلك الوضع في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، ومستقبل الصراع في غزة، مؤكداً أن الانهيار السريع لنظام الأسد في سوريا كان مفاجئاً، حيث لم يتوقعه النظام نفسه، وأن إحدى التحديات الفورية كانت منع نقل السلاح من إيران عبر الحدود.
تصريحات رون ديرمر حول التحديات الإقليمية
من جانب آخر، ركز ديرمر على الجبهة الشمالية مع لبنان، حيث قدم مبادرة لوقف إطلاق النار تضمن بقاء الاحتلال الإسرائيلي في مواقع استراتيجية تمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية. أكد أن بلاده مصممة على فرض واقع جديد في المنطقة الشمالية، مع التركيز على ضمان الأمن طويل الأمد. أما بالنسبة للحرب في قطاع غزة، فقد تنبأ ديرمر بانتهائها خلال العام المقبل بنصر إسرائيلي واضح، معتبراً أن هذا النصر هو المفتاح لفتح آفاق السلام وتوسيع اتفاقيات إبراهيم مع دول عربية أخرى، مثل السعودية. قال إن الشرق الأوسط يشهد اتفاقيات سلام تنبع من القوة لا الضعف، مضيفاً: “الطريق إلى الرياض يمر عبر رفح”، في إشارة إلى أن السيطرة الكاملة على جنوب غزة ستعزز فرص التطبيع مع المملكة. وأبرز ديرمر التغييرات السريعة في السعودية خلال السنوات الأخيرة، محذراً من تجاهل الواقع من قبل من يدعون إلى السلام من خلال التنازلات فقط، كما دعا إلى فحص المناهج الدراسية في الدول العربية لفهم توجهاتها الحقيقية.
السياسة الإسرائيلية في مواجهة الصراعات
في سياق حديثه عن الوضع الفلسطيني، ربط ديرمر بين غياب العدالة وحقوق الإنسان في المجتمعات المغلقة وبين “كارثة 7 أكتوبر”، كما وصفها، معتبراً أن بناء السلام يتطلب تعليم الأجيال القادمة رفض الكراهية. أوضح أن حل الصراع مع الفلسطينيين لن يتحقق إلا عندما تتوقف الأطفال الفلسطينيون عن مغادرة مدارسهم محملين بالكراهية تجاه اليهود. وأنهى تصريحاته بتأكيد أن أي تغيير حقيقي في الشرق الأوسط يجب أن يأتي بعد انتصار حاسم، مستنداً إلى آراء المؤرخ الراحل برنارد لويس، الذي قال إن السلام يتبع النصر لا يسبقه. هذه التصريحات تعكس رؤية ديرمر للأوضاع الإقليمية، حيث يرى أن القوة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار، مع التركيز على إعادة تشكيل التوازنات في المنطقة. في ظل التحديات الحالية، يبدو أن استراتيجية إسرائيل تركز على تعزيز مواقفها العسكرية كخطوة أولى نحو اتفاقيات مستقبلية، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على السلام الشامل. ومع تزايد الدعوات الدولية لوقف الصراعات، يظل من الضروري مراقبة كيفية تفاعل هذه التصريحات مع الواقع على الأرض، حيث تستمر الجهود لصياغة اتفاقيات جديدة تعتمد على التوازن بين القوة والدبلوماسية. بشكل عام، يمثل كلام ديرمر نظرة متفائلة داخل إسرائيل للمستقبل، لكنه يثير مخاوف بشأن الآثار على الشعوب المعنية، مع التركيز على أهمية بناء جسر من الثقة بين الأطراف لتجنب التصعيد المستمر.
تعليقات