من هو خالق أول فيديو في التاريخ؟.. قصة صادمة تكشف الأسرار في الفيديو!

من المدهش كيف غيرت اختراعات بسيطة مجرى التاريخ، ففي عالم التصوير المتحرك، يعود الفضل إلى شخص غامض ساهم في ولادة الصورة المتحركة قبل أن يطمس الضوء تاريخه. لويس لو برانس، المخترع الفرنسي الذي غالباً ما يُغفل اسمه، هو الشخص الذي يُعتبر مسؤولاً عن أول مقطع مصور في التاريخ، وهو حدث يحمل قصة مشوقة مليئة بالغموض والصراعات.

صاحب أول مقطع مصور في التاريخ

ولد لويس لو برانس في مدينة ميتز الفرنسية عام 1841، وكان يعمل كمخرج ومصور سينمائي مبتكر. في عام 1888، حقق إنجازاً عالمياً عندما قام بتصوير أول تسلسل من الصور المتحركة، مسجلاً مشاهد من حياة أفراد عائلته في حديقة روندهاي غاردن في إنجلترا. استخدم في ذلك الكاميرا ذات العدسة الواحدة مع فيلم إيستمَن السلبي الورقي، مما سمح له بتسجيل لحظات بسيطة تحاكي الحياة اليومية، مثل ابنه وهو يعزف على الأكورديون. لم يقف الأمر عند هذا، إذ قام أيضاً بتصوير فيلم قصير لجسر ليدز باستخدام كاميرا عادية، مما يُعتبر خطوة أساسية نحو تطوير السينما كفن.

مع ذلك، يحيط بهذه القصة الكثير من الغموض. اختفى لو برانس فجأة في 16 سبتمبر 1890، بعد أن استقل قطاراً في ذلك اليوم، ولم يُعثر على أي أثر له بعد ذلك. أدى هذا الاختفاء إلى ظهور نظريات مؤامرة عديدة، خاصة تلك المتعلقة بتوماس إديسون، الذي كان يتنافس معه في مجال التصوير المتحرك. بعض الروايات تشير إلى أن إديسون، الذي بدأ عماله في أوائل عام 1890 بتجربة أشرطة الفيلم السيلولويدي لالتقاط الصور، قد يكون متورطاً في جريمة قتل لإزالة المنافسين عن طريقه. هذه النظريات تعزز من فكرة أن لو برانس كان على وشك أن يغير الصناعة، لكنه واجه قوى أقوى منه.

مخترع التصوير المتحرك

رغم غيابه، استمر الجدل حول تراث لو برانس، حيث حرصت أرملته وابنه أدولف على الدفاع عنه كمبتكر أساسي للتصوير السينمائي. في عام 1898، شارك أدولف كشاهد في دعوى قضائية رفعها إديسون ضد شركة موتوسكوب الأمريكية، حيث ادّعى إديسون أنه الوحيد الذي يستحق الفضل في هذا الاختراع وطالب بإتاوات مالية مقابل استخدام التقنية. كان أدولف يحاول تقديم كاميرات والده كدليل، بالإضافة إلى أفلام مصورة بتقنية لو برانس، لكن الجهود باءت بالفشل حين رفضت المحكمة هذه الأدلة. في النهاية، حكمت المحكمة لصالح إديسون، مما سمح له بالسيطرة على الصناعة لسنوات طويلة. ومع ذلك، تم إلغاء الحكم بعد عام واحد، لكن إديسون سرعان ما أعاد إصدار براءات اختراعه، مما ضمن له الاحتكار في السينما الأمريكية.

هذه القصة تبرز كيف أن الابتكار غالباً ما يتعرض للمنافسة الشديدة والمؤامرات، حيث ساهم لو برانس في وضع أساسيات الفيديو الحديث، لكنه لم يحصل على الاعتراف الذي يستحقه. اليوم، يُذكر عمله كخطوة أولى نحو عالم الترفيه الرقمي، حيث أصبحت الأفلام جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. من خلال هذه النظرة إلى الماضي، ندرك أن وراء كل تقدم تكنولوجي قصص بشرية مليئة بالتحديات، مما يجعلنا نتساءل: ماذا لو لم يختفِ لو برانس؟ هل كانت سينما اليوم مختلفة تماماً؟ هذه الرواية ليست مجرد تاريخ، بل درس في كيفية تأثير الإبداع على العالم.