كولر في بيان وداعه للأهلي: “الكرة ليست مجرد لحظات إيجابية.. وما حدث كان مؤلماً”

صدر بيان مؤثر من المدير الفني السويسري مارسيل كولر، الذي قاد نادي الأهلي خلال مراحل ناجحة، ليودع فيه الفريق والجماهير بعد انتهاء رحلته معهم عقب الخروج من بطولة دوري أبطال أفريقيا. في هذا البيان، عبر كولر عن امتنانه للإنجازات التي حققها مع النادي، مشدداً على أن كرة القدم ليست مجرد لحظات إيجابية، بل تشمل تجارب مؤلمة أيضاً، مما يعكس تجربة غنية بالعواطف والدروس.

كولر في بيان وداعه للأهلي: الكرة ليست فقط لحظات إيجابية

في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، أكد كولر أن كل شيء في الحياة يبدأ وينتهي، مشيراً إلى أن رحلته مع الأهلي قد انتهت بعد سنوات مليئة بالإنجازات. قال: “أود أن أعرب عن جزيل الشكر للألقاب الإحدى عشر التي تمكنا من الاحتفال بها معاً، واللحظات المميزة التي كانت مليئة بالثقة والالتزام والشغف.” هذه الكلمات تبرز الصدق العاطفي لكولر، الذي لم يتردد في الاعتراف بأن الفترة كانت مليئة بالفخر والنجاحات العظيمة، رغم التحديات التي واجهها. على مدار فترة إدارته، ساهم كولر في تحقيق انتصارات كبيرة، مثل الفوز ببطولات محلية وإفريقية، مما جعل الأهلي أحد أبرز الأندية في القارة.

إلى جانب ذلك، لم ينس كولر أن يبرز الدور الرئيسي للفريق، حيث أشاد بتفاني اللاعبين وقوة إرادتهم، قائلاً إن هذه العناصر هي التي جعلت النجاحات ممكنة. كما قدم شكراً خاصاً لجميع أفراد الطاقم الفني، والموظفين، ورئيس النادي ومجلس الإدارة، الذين قدموا دعماً يومياً وثقة كبيرة ساهمت في تحقيق تلك الإنجازات. هذا النهج الشامل يعكس قيمة التعاون في عالم كرة القدم، حيث يلعب كل فرد دوراً حاسماً في الوصول إلى القمة. كما أكد كولر على دور الجهاز الإعلامي في النادي، الذي رافق الرحلة بتزامن كبير، مما ساعد في تعزيز صورة الفريق ودعمه أمام الجماهير.

رسالة الامتنان من مدرب الأهلي

مع ذلك، لم يتجنب كولر الحديث عن الجوانب السلبية في بيانه، حيث وصف الأحداث الأخيرة، مثل الخروج من البطولة، بأنها مؤلمة وغير سهلة الفهم. قال: “طبعاً، زي ما في الحياة، الكرة مش بس لحظات إيجابية، ما حدث مؤخراً كان مؤلماً، ولكن هذه كانت حوادث منعزلة، اعتذر عنها الكثيرون فوراً وبصدق.” هذه الكلمات تظهر نضج كولر كمدرب، إذ يعترف بأن الكرة تحمل خسارات قد تكون قاسية، لكنها جزء من الرحلة. في المقابل، أبرز الدعم الساحق الذي تلقاه من الجماهير خلال الأيام الماضية، حيث وصلته آلاف الرسائل تعبر عن الامتنان والحب، مما جعله يؤكد أن هذه الإيجابية تفوق أي شيء آخر. كولر، الذي قدم دائماً أفضل ما لديه مع طاقمه التدريبي احتراماً لهذا النادي العظيم، أكد أنه سيستمر في متابعة تطور الأهلي في المستقبل، متمنياً التوفيق للفريق والجماهير.

في ختام بيانه، عبر كولر عن أمله في أن يستمر الأهلي في النمو والتطور، قائلاً: “حتى في المستقبل، سأواصل متابعة الأهلي ومرافقة تطوره، وأتمنى دائماً للنادي الأفضل للنادي نفسه واللاعبين، والجماهير، وكل من هو جزء من هذه العائلة الفريدة.” هذا الوداع ليس مجرد نهاية، بل تذكير بأن الروابط التي بنيت خلال السنوات الماضية ستبقى قوية، حيث يظل الأهلي رمزاً للعزيمة والنجاح. كلمات كولر تركت أثراً عميقاً، معلنة عن نهاية عصر لكنه يفتح الباب لفصول جديدة مليئة بالأمل والتحدي، مما يجعل هذا البيان مصدر إلهام للجميع في عالم كرة القدم. بشكل عام، يعكس هذا البيان فلسفة كولر في الحياة والرياضة، حيث يؤمن بأن النجاح يأتي من خلال الالتزام والتعلم من الخسارات، مما يدفع النادي للأمام نحو مستقبل أكثر إشراقاً.