السعودية تمنح السودانيين بتأشيرة عمره إعفاءً من مغادرة قبل الحج وتأشيرة للبقاء غير محدودة

في خطوة إنسانية تبرز التضامن الإقليمي، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إجراء يتيح للسودانيين الذين يحملون تأشيرات عمرة البقاء في أراضيها دون الالتزام بقرار المغادرة الإلزامية قبل موسم الحج. هذا القرار يعكس دعمًا مباشرًا للأشقاء السودانيين وسط التحديات التي تواجه بلادهم، مما يمنح آلاف الأفراد فرصة للاستقرار والأمان.

السعودية تستثني السودانيين القادمين بتأشيرة عمرة من قرار المغادرة

أكدت المديرية العامة للجوازات السعودية أن هذا الاستثناء جاء كرد فعل للظروف الاستثنائية في السودان، حيث تشهد البلاد أزمة سياسية واقتصادية عميقة. يسمح هذا القرار للسودانيين بالبقاء لمدة غير محددة، مما يتيح لهم تجنب مخاطر العودة إلى أرض غير مستقرة. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت السلطات السعودية خدمة إلكترونية جديدة عبر منصة “أبشر”، تسمح بتحويل تأشيرة العمرة إلى تأشيرة عائلية. هذه الخدمة تسهل على المستفيدين إكمال إجراءاتهم القانونية، حيث يمكنهم تقديم طلباتهم عبر المنصة مع تقديم المستندات اللازمة مثل إثبات القرابة أو موافقة الكفيل، مقابل رسوم محددة. هذا التحويل يضمن لهم الإقامة النظامية دون مخاطر مخالفات الإقامة، مما يعزز استقرارهم المعيشي والعملي في المملكة.

دعم السودانيين من خلال الخدمات الإلكترونية

يُعد هذا القرار جزءًا من سلسلة مبادرات إنسانية يتبناها السعودية تجاه الشعوب المتضررة، مثل اليمنيين والسوريين في السابق. من خلال منصة “أبشر”، يمكن للسودانيين الوصول إلى الخدمة بسهولة، حيث يتطلب الأمر تسجيل الدخول ورفع المستندات الرسمية مثل صكوك الزواج أو شهادات الميلاد. السلطات السعودية تعمل على تسريع معالجة هذه الطلبات، مع إمكانية إصدار التأشيرة الجديدة في غضون أيام قليلة إذا تم استيفاء الشروط. هذا النهج يعكس التزام المملكة بدعم الجاليات المقيمة، خاصة في ظل الأزمات التي تحول دون عودتهم إلى أوطانهم. بالنسبة للسودانيين، يعني ذلك تحسين أوضاعهم اليومية، حيث يمكنهم الالتحاق بعائلاتهم أو البحث عن فرص عمل بعد تنظيم أوضاعهم القانونية.

في السياق العام، يساهم هذا الإجراء في تعزيز بيئة قانونية أكثر تنظيمًا للجاليات في السعودية، مما يخفف الضغط على الجهات الحكومية ويضمن مصالح متبادلة. يتوقع أن يغطي هذا القرار آلاف الأشخاص الذين وصلوا المملكة بتأشيرات عمرة ووجدوا أنفسهم عالقين بسبب التطورات في السودان. من جانب آخر، يعزز هذا الاستثناء من سمعة السعودية كدولة ملتزمة بالقيم الإنسانية، حيث يتوافق مع الالتزامات الدولية في حماية حقوق الإنسان. بفضل هذه الخطوات، يمكن للمستفيدين بناء حياة أكثر أمانًا، مما يدعم الجهود الإقليمية في مواجهة التحديات الإنسانية. بشكل عام، يمثل هذا القرار نموذجًا للتعاون الإنساني في منطقة تعاني من الاضطرابات، ويفتح الباب لمزيد من الدعم في المستقبل.