لا يظهر قبل مرور 6 أشهر.. ما هو كرب ما بعد الصدمة المتأخر؟ هذا الاضطراب النفسي يمكن أن يؤثر على الأفراد بعد تعرضهم لحدث صادم، حيث قد تبدأ الأعراض مثل الأرق، والعزلة الاجتماعية، واسترجاع الذكريات المؤلمة بقوة، أو حتى تجنبها تمامًا. في بعض الحالات، تختفي هذه الأعراض تدريجيًا لدى الكثيرين، بينما قد تستمر أو تظهر متأخرة لدى الآخرين، مما يؤثر على جودة حياتهم.
ما هو كرب ما بعد الصدمة المتأخر؟
كرب ما بعد الصدمة المتأخر هو حالة نفسية تتميز بأن الأعراض لا تظهر إلا بعد مرور ستة أشهر على الأقل من وقوع الحدث الصادم. على سبيل المثال، قد يتعرض الشخص لحادث مؤلم أو كارثة، ثم يمر وقت طويل دون ظهور أي علامات واضحة، لكنها تبرز لاحقًا، وقد تصل إلى سنوات في بعض الحالات. هذا الاضطراب يؤثر على حوالي ربع حالات كرب ما بعد الصدمة، وهو أكثر شيوعًا بين كبار السن، الذين قد يرتبط ذلك بأحداث سابقة حدثت في مراحل مبكرة من حياتهم. يشمل التشخيص أعراضًا مثل القلق المستمر، الكوابيس، أو الشعور بالخطر الدائم، مما يجعل الحياة اليومية صعبة. وفقًا للخبراء، يُعتبر هذا النوع من الاضطرابات جزءًا من الاستجابات النفسية المتأخرة للصدمات، حيث يعاني الأشخاص من تفاعلات عاطفية متراكمة تؤدي إلى تفاقم المشكلة مع مرور الزمن.
أسباب تأخر ظهور اضطراب ما بعد الصدمة
أسباب تأخر ظهور اضطراب ما بعد الصدمة لم تُحدد بشكل نهائي، لكن الدراسات تشير إلى عوامل متعددة تسهم في ذلك. غالبًا ما يكون الأشخاص الأكثر عرضة هم أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة لكرب ما بعد الصدمة بعد الحدث، لكنها ليست شديدة بما يكفي لتشخيص كامل، وهذا يُعرف بـ”اضطراب ما بعد الصدمة دون الحد الأدنى”. في هذه الحالات، قد يتفاقم الأمر بسبب ظروف حياتية إضافية، مثل التعرض لصدمات أخرى أو ضغوط يومية متزايدة، مما يقلل من قدرة الشخص على التعامل مع الذكريات السابقة. على سبيل المثال، إذا تعرض الفرد لحدث صادم في الماضي وواجه تحديات جديدة، فإن ذلك قد يثير الأعراض مرة أخرى، جاعلًا منها أكثر حدة. كما أن العوامل الشخصية، مثل العمر أو الخلفية النفسية، تلعب دورًا كبيرًا، حيث يلاحظ أن كبار السن أكثر عرضة لتأخر ظهور الأعراض بسبب تراكم الخبرات العاطفية على مر السنين. في الغالب، يبدو أن هذه الحالة ناتجة عن تفاعل بين الضغوط الخارجية والاستجابات الداخلية، مما يجعل من المهم مراقبة التغييرات النفسية بعد أي حدث صادم.
أما بالنسبة لعلاج كرب ما بعد الصدمة المتأخر، فإنه يتطلب تدخلات مبكرة لتجنب تفاقم الأعراض. في حالة ظهور أي علامات، مثل الشعور بالعزلة أو القلق المستمر، يجب البدء بالعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد في إعادة تشكيل الذكريات السلبية. قد يشمل ذلك جلسات فردية أو جماعية لتعلم تقنيات الاسترخاء والتعامل مع الضغوط. كما أن الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، قد تكون مفيدة في حالات الشدة، بالإضافة إلى دعم الأسرة والمجتمع لتعزيز الشعور بالأمان. من المهم أن يتم التعامل مع الأعراض الخفيفة مبكرًا، حيث يمكن أن تمنع ذلك تطور الاضطراب إلى حالة متأخرة. في النهاية، يساعد التركيز على الصحة النفسية في استعادة التوازن والحياة الطبيعية، مما يقلل من مخاطر الإصابة بمشكلات أخرى مرتبطة.
تعليقات